هسهسة من وراء السياج
إلى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
وددتُ أكونَ بقربِك
وددتُ أكونَ بقربِكَ هذا المساء
ولو من وراءِ السياجِ العذول
ولو من وراءِ عيونِ الحرسْ ..
وددتُ أشمّ هبوبَ نسيمِكَ
من جنبات البقيعِ
إذا ما تلفتّ فيَّ استدارَ يداعبُ روحي
فترعش رعشَ الوريقة ..
تهتز هزّ الجرس..
ويركضُ شوقي إليك
على كتف الريح في رفرفات الفراشة
أو بجماحِ الفرسْ
ولكنني والمسافةُ تسخر من أمنياتي
تظن الحواجز والطرقات التي تستطيلُ ستمنعني عن وصالك
كيف وأنت فديتك ..
أنت النَّفَس..
وذكرك نهرٌ من الزنجبيل..
وخمرٌ وشهدٌ على سلسبيل..
وقلبيَ بين رؤاك
كعذراء في ليلة العرس
يا لهف قلبي حين ارتمس..
ويكفي أناديك
أفتح كفيّ دون سؤال ..
لتعرف صوت مراديَ
تسمعه لو همس
فتجزل منك العطاء
وتملء كفيّ حتى تفيضان فوق المنال
وتخجل حتى تطالع وجهي
فيا لجلالكَ دع لي الحياء
وطلّ بوجهك أقتبس
الحسن يا للقبس
وتعرف أني أتوق للثم التراب الذي حول قبرك
هم يحسبونك محض ترابٍ
عفا حين دكّوهُ ثم اندرس
وكم ذهلوا حين أصبح يشمخ في كل يوم
تسوّرهُ لؤلؤاتُ الدموع
وتنقشُ شبّاكهُ القبلات
وتشرق قبّته الذهبية بين الحنايا
وتمتشقُ الخفق مئذنتان
كغمازتين بوجه الغلس
وكل العيونِ معلقة كالقناديلِ في سقفه الملكوت
تزيتها عبراتُ الحنين
تطوفُ وتسعى
تراوغُ مكر العسس..
ورجع السلام عليك السلام
زكيا سنيا
يُحوّم حولك سرب الحمام
لتحمل في ريشها الصلوات
وتنثرها في الهديل صباحا مساءً
فلو قيل قد دُفن الذكر..
كنت أقولُ انبجس ..
وما غاب مازال يذرع شوط اليقين ..
ولا كان يوماً عليّ التبس