🔳 الوهابية السعودية .. وخدمة الصهيونية العالمية ٣ 🔳
نواصل مطالعتنا لرسالة بن عبدالوهاب الى مسلمي تونس المستضعفين .. (المشركين) حسب ما يدعيه ..
(يجب هدم القباب المبنية على القبور ، لأنها أُسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس ، حتى آل الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا ، حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم ، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه ، بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة ، ممتثلين لقوله تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال (39) . فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان دعوناه بالسيف والسنان )
الخطاب يتحدث عن نفسه لكن لنا هنا ملاحظات سريعة:
١. لاحظ الشدة في الخطاب مع المسلمين .. وهم بالطبع ليسوا شيعة وانما هم أهل السنة .. هم عنده مشركون .. واين الشدة في الخطاب مع أعداء الإسلام من أهل الكتاب؟! .. بل اين الخطاب اصلا؟؟!!
٢. الملاحظة الأهم .. إن من أقدم القباب والأضرحة المبنية فيما ذكر في التاريخ .. قبر النبي صلى الله عليه وآله (موجود تحت سقف منزله) ؛ وقبر الامام الحسين عليه السلام (٦٣ه) .. وقبر الحسن المثنى (٩٧ه) وقبور غيرهم كأبي حنيفة وابن حنبل والقائمة طويلة جدا ..
فهل كفرت الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلى أن جاء ابن عبدالوهاب ليعلمنا التوحيد؟!!
حتى ان من هدم بعض القبور مثل المتوكل العباسي .. لم يذكر التاريخ أنه هدم قبر الامام الحسين عليه السلام لأنه شرك .. بل هدمه لأن الناس بدءوا يجتمعون ويتكاثرون لزيارته .. يعني سبب سياسي .. ولذلك لم يصدر من احد من العلماء في عصر المتوكل ولا غيره فتوى بالهدم بحجة أنه شرك .. وانه يجب قتال من يزور القبور .. وان دماءهم مباحة وأعراضهم وأموالهم مستباحة !!!
فإذن ما فعله ابن عبدالوهاب كان بدعة بلا شك .. لأنه مع انتشار هذه القباب في كل العالم الإسلامي .. وهي ليست مختصة بالشيعة دون السنة .. ولو كان بناؤها شركا .. كان لا بدّ وأن تظهر فئة من المسلمين خلال هذه المدة الطويلة تعتقد بما اعتقده الوهابية .. بينما ولا حتى في القرون الثلاثة الأولى تم الحديث عن بناء القبور كمشكلة شركية .. بل كانت الاختلافات بين الفرق في قضايا جوهرية ..
فهذه الفرقة أساسها بدعة إذن .. ونفس ابن عبدالوهاب يقول بأنه لا هو ولا مشايخه الذين هم سنة حنابلة ولا مشايخهم كانوا يعرفون الاسلام …
في المقابل نجده لا يذكر ولا في رسالة خطر اهل الكتاب الذين هم أصحاب قبور ايضا .. ولم يتحدث عن عداوة اليهود للإسلام الذي يدعيه ..
نعم اليهود خطر وعدو في الاسلام الذي في كتاب الله .. ولكن في إسلامه لن تجد له توجيها الى العداوة ضد اليهود والنصارى او تحذيرا منهم ابدا ..
خصوصا إن علمنا أن هذه الفترة هاجمت فيها روسيا واروبا الدولة العثمانية واستولت على العديد من المدن الاسلامية .. وكانت فترة ظهور الوهابية مرافقة لبدايات انهيار دولة العثمانيين ..
✍
أبو جواد الشامي