مقالات

السيد العلامة بدر الدين الحوثي

السيد بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي ولد في 17 جمادى الأولى سنة1345 هـ.ق في مدينة ضحيان، ونشأ في صعدة في ظل أسرة علمية. بدأ بطلب العلم في سن مبكر. هو من أبرز علماء الزيدية في اليمن، وله مؤلفات كثيرة-مطبوعة ومخطوطة- في شتّى العلوم الإسلامية. عكف على التدريس والتأليف وتتلمذ على يديه عشرات من العلماء وطلاب العلم وساهم في الرد على المخالفين لمدرسة أهل البيت اشتهر بمواقفه المناهضة للظلم مما جعله مستهدفاً من قبل مناوئيه، فكان قد هاجر إلى نجران والأردن والجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أن يقرر الرجوع إلى اليمن. توفي سنة 2010 م.

نسبه:

هو السيد بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن زيد بن يحيى بن عبد الله بن أمير الدين بن عبد الله بن نهشل بن المطهر بن أحمد بن عبد الله بن عز الدين بن محمد بن إبراهيم بن المطهر المظلل بالغمام بن يحيى بن المرتضى بن مطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

مشايخه:

من مشائخه والده السيد أمير الدين الحوثي المتوفي سنة 1394 هـ.ق، وعمّه العلامة الحسن بن الحسين الحوثي المتوفي سنة1388 هـ.ق، وجُلُّ قراءته عليهما.

وأجازه عدد من العلماء ذكرهم في كتابه “مفتاح أسانيد الزيدية”، وفي مقدمة كتابه “شرح أمالي العلامة أحمد بن عيسى بن زيد بن علي”.[2]

ثناء العلماء عليه:

أثنى عليه علماء عصره، وعلى رأسهم السيد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، وقال في ترجمته له:

«هو السيد العلامة رضيع العلم والدراسة، وربيب العلم والهداية، وهو من العلم والعمل بالمحل الأعلى، وله من الفكر الثاقب والنظر الصائب الحظ الأوفر والقدح المعلى.»

وقال عنه في قصيدة له:

وقال السيد العلامة حسين بن حسن الحوثي: «السيد العالم الكامل ، منبع العلم ، وخيرة الخيرة وبقية البقية …» إلى قوله: «الذي امتاز بالورع والزهد وكل فضيلة.»

نشاطه الدعوي والتبليغي:

عكف السيد بدر الدين على التدريس والتأليف، وتتلمذ على يديه عشرات من العلماء وطلاب العلم، وساهم بدور مهم في الرد على المخالفين للزيدية، وله العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة، منها تفسيره للقرآن الكريم، وله اجتهادات معروفة.

السيد والثورة الإسلامية في إيران:

بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران، برز إعجاب السيد الحوثي بالإمام الخميني، كما هو حال الكثير من اليمنيين. حاكى الإمام الخميني بواقع مسيرته القيَم التي تربى عليها زيدية اليمن.

كان اليمنيون ومنهم عائلة الحوثي يتطلعون إلى الامام الخميني (قدس) كمحرر لهذه الأمة، وأنه أعاد مصاديق القرآن للناس، وأعاد للأمة الأمل بقيام دولة اسلامية عادلة، بعيداً عن الهيمنة الدولية الشرقية أو الغربية. ومن أبرز مقولات السيد بدر الدين بشأن الثورة الإسلامية:

“كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران في أيام الإمام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا، من وقفوا مع العراق ضد الجمهورية الإسلامية، والتي كانت ولا تزال من أشد الأعداء للأمريكيين والإسرائيليين، حيث كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يحرص جداً على أن يحرر العرب، ويحرر المسلمين من هيمنة أمريكا ودول الغرب، ويتجه للقضاء على إسرائيل، لكن الجميع وقفوا في وجهه، ورأينا كل من وقفوا في وجهه كيف أنهم ضُربوا من قِبَلِ من أعانوهم، ومن كانت أعمالهم في صالحهم، الكويت ضرِب، والعراق ضُرِب، أليس كذلك؟ والسعودية أيضاً ضربت من قِبَل العراق، وضربت اقتصادياً وأثقل كاهلها من قِبَل الأمريكيين، اليمن نفسه شارك بأعداد كبيرة من الجيش ذهبوا ليحاربوا الإيرانيين، ليحاربوا الثورة الإسلامية في إيران.

الإمام الخميني كان إماماً عادلاً، كان إماماً تقياً، والإمام العادل لا ترد دعوته، كما ورد في الحديث. من المتوقع أن الرئيس، وأن الجيش اليمني لا بد أن يناله عقوبة ما عمل.

أخلاقه:

عُرف عن السيد امتيازه طول حياته بالورع التام، والزهد والعبادة، والتواضع. وكان من تواضعه أنه إذا جلست معه في أول الأمر تظن أنه لا يعلم شيئاً أبداً، لأنه لا يظهر شيئاً من علمه، وإذا سُئل، يجيب فقط بقدر السؤال ولا يزيد عليه، وإذا دققت السؤال أجابك بقدر ذلك؛ وهكذا تكتشف علمه.

وكانت تأتيه أموالٌ من بعض المحبين ولكنه لم يكن يصرف منها لنفسه شيئا أبدًا، بل كان في بعض الأوقات يقترض وعنده أموال كثيرة أما تلك الأموال فكان يصرفها لطلاب العلم وأعمال الخير، ثم ينتظر حتى يأتي له من منتوج ومحصول أرضه في خولان فيأكل ويصرف منها على نفسه، وكان لا يقبل هدايا الحكام أو الملوك أو نحو ذلك لأنه يحتمل أن يكون بينها ولو ريال واحد من المال الحرام.

وأما عن عبادته فكان السيد يستيقظ قبل أذان الفجر بساعتين، يتوضأ وبعد الوضوء يؤدي صلاة الليل، فإذا جاء وقت أذان الفجر أذن وأقام الصلاة، فإذا سمعه من عنده، دخلوا إليه في غرفته أو مصلاه وصلوا معه الفجر جماعة، وكان إذا صلى الفجر يبدأ بالأذكار المخصوصة، ثم لا يكلم أحد أبداً من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، بل لا يتحرك من على السجادة حتى تطلع الشمس.

مؤلفاته:

تفسير جزء تبارك وجزء عم.
التيسير في التفسير، طبع منه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران في مجلد.
تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار، طبع سنة 1414هـ، وهو في الرد على شبهات الوهابيين، وضمنه مباحث هامة في الأصول والحديث.
الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز (طبع).
الزهري أحاديثه وسيرته (طبع).
الغارة السريعة في الرد على الطليعة (طبع).
شرح أمالي الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي عليهم السلام (مخطوط).
طرق تفسير القرآن الكريم.
كشف الغمة في مسألة اختلاف الأمة (مخطوط).
المجموعة الوافية في الفئة الباغية (مخطوط).
القاضب الخافض لهامات النواصب (مخطوط).
التحذير من الفرقة (طبع).
أحاديث مختارة في فضائل أهل البيت عليهم السلام.

رسائل وكتيبات:

أما رسائله وكتيباته فتشمل:

إرشاد الطالب إلى أحسن المذاهب.إيضاح المعالم في الرقى والتمائم.بيان الرهان من القرآن على تخليد أولياء الشيطان في النيران.التبيين في الضم والتمين.آل محمد ليسوا كل الأمة.الجواب على الحكمي.الزيدية في اليمن.الفرق بين السب والقول الحق.من هم الرافضة.من هم الوهابية.المطرفية.النصيحة المفيدة.

محاولة اغتياله:

في منتصف التسعينيات حاولت السلطة اليمنية اغتيال العلامة الحوثي، فأطلقوا قذيفة “أر بي جي” باتجاه غرفة نومه. ويقول حميد رزق: أدرك العلامة بدر الدين الحوثي أن حياته بخطر، وأقنعه المقربون بضرورة خروجه من اليمن. ترك العلامة الحوثي اليمن متجهاً إلى السعودية، ولم يسمح له فهد بن عبد العزيز المكوث فيها أكثر من 10 أيام. فغادر باتجاه الأردن، إلى سوريا وصولاً إلى إيران التي استقر فيها حوالي سنة.[8]

وفاته:

توفي السيد بدر الدين الحوثي يوم الخميس 19 من ذي الحجة 1431 ه. ق الموافق 25 نوفمبر 2010م، عن عمر ناهز 86 عاماً. وزعم تنظيم القاعدة أن السيد بدر الدين الحوثي قُتل نتيجة عملية نفذها أحد عناصره المكنى بـ”أبي عائشة الصنعاني” في موكب للشيعة، كان متجهاً للاحتفال بـ يوم الغدير، وهو ما نفاه الحوثيون.

وفي تعليق لمسؤول في المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي، أكد “ضيف الله الشامي” أن السيد بدر الدين الحوثي توفى وفاة طبيعية في منطقة مطره صباح الخميس 19ذي الحجة 1431ه عن عمر ناهز86عاما، إثر مرض الربو الذي ألم به. وأشار إلى أن العلامة بدر الدين شهد صلاة الفجر في جماعة صباح وفاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى