مقالات

جسر شهارة .. الجسر الإعجوبه

جسر شهارة
جسر شهارة معلماً بارزاً من معالم اليمن يقع شمال محافظة عمران في الجمهورية اليمنية، وتبعد عنها نحو (۹۰ كيلو متراً)، وشهارة جغرافيا هي مدينة تشمل سلسلة جبلية يطلق عليها اسم سلسلة جبال الأهنوم نسبة إلى قبائل الأهنوم التي كانت تسكنها، وتشتمل هذه السلسلة على جبل “شهارة الفيش” وجبل “شهارة الأمير” ، ويرتفع هذا الجبل حوالي (۳۰۰۰ متر) عن مستوى سطح البحر كما تحتوي على الكثير من السلاسل الجبلية الأخرى.

جسر شهارة الشهير هو الجسر المثير و المهيب الذي تحدى الجاذبية وتميز بروعة هندسية فريدة واعجاز بنائي عظيم و ما زال هذا الجسر الذي بني منذ ‌400 سنة قادر الى اليوم على جذب قلوب السياح والزوار لمدينة شهارة  لاعتباره أهم المعالم الأثرية و التاريخية في اليمن ، ويعود تاريخ بناءه الى بداية القرن السابع عشر الميلادي حيث بني في عهد إمام الزيدية يحيى حميد الدين عام 1323 هجرية – 1905ميلادية وقد أقيم على أخدود شديد الانحدار ليربط بين جبلين شاهقين هما جبل شهارة الفيش وجبل شهارة الأمير ويبلغ طول الجسر 20 متراً وعرض 3 أمتار ويقع الجسر على هوة أخدود عميق يصل عمقها إلى أكثر من /300/ متر، وقد كانت الطريق بين الجبلين تستنزف الكثير من الوقت والإرهاق والجهد والتعب والذي كان الأهالي يلجأون إلى النزول حتى اسفل الأخدود الفاصل بين الجبلين ثم الصعود إلى الجبل التالي، كما كان يستحيل نقل الماشية والبضائع الاستهلاكية بين الجبلين لصعوبة انحدارالأخدود وجاء الجسر ليمد سرات الحياة والتعايش بين أهالي الجبلين بكل يسر وسهولة وقرب ، وحمل الكثير من المعاني حول التعايش السلمي بين ابناء البشر.

وقال مارتين أماتشر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن “في المقام الأول فإن لرؤية هذا الجسر وهذا المكان وهذه الجبال تأثيرا طاغيا للغاية. أنا من سويسرا ولدينا أيضا جبال عالية ولكن ألا وقد رأيت هذا المكان هنا فإنه لا يقارن مع أي شيء آخر رأيته في حياتي بصدق” . كما أن هذا الجسر العجيب يدعى باسم عقد شهارة تارة و بجسر شهارة تارة أخرى ويتميز بوجودة في العملة النقدية اليمنية فئة العشرة ريالات .

باني الجسر الاعجوبة
ورد في الكثير من الروايات أن الذي قام ببنائه وتصميم تركيبته الفنية والهندسية والمعمارية هو الفنان المعماري البسيط  الأسطى صالح الذي عرفه الناس بهذا الاسم في العام 1905م وقد قيل في بعض الروايات أن الأسطى صالح أصيب بهوس وجنون بعد أن انتهى من بناء الجسر حيث لم يستوعب عقله أنه قام بإنجاز شبه مستحيل و أسطورة تاريخية عجيبة تتمثل في بناء الجسر بهذا الشكل بدون استخدام لأي من الوسائل الحديثة التي تستخدم في عصرنا الحالي.

تكلفة بناء الجسر

تشير المعلومات المحلية والدراسات إلى أن بناء الجسر استغرق نحو ثلاث سنوات تقريباً وأن تكلفته بلغت حوالي مائة ألف ريال ذهب (ريال فرانصي) العملة المتداولة آنذاك وهو مبلغ هائل في حينه … ويعتبر الجسر تحفة معمارية رائعة وعملاً هندسياً عظيماً، حيث يمتاز بطابع معماري فريد ونوعي على مستوى الجزيرة العربية من حيث الدقة والتكوين والبناء والإنشاء الملائم والطبيعة الجبلية والصخرية الشديدتين ولهذا توالى السياح الأجانب والمحليين والعرب لزيارة هذا المكان والمعلم الحضاري والتاريخي الذي يعد روعة وآية في الجمال الفني والأعجاز العلمي القديم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى