مقالات

خليفة الرحمن

لا بد من وجود منقذ فريد أو قائد فذ شجاع أو رجل قوي حكيم تكون له المركزية العليا في قيادة الأمة وإصلاحها وإنقاذها من الضلالة والتيه والغوص في بحور الظلمات والكفر, ليوصلها إلى بر الأمان حيث النور والحياة الحرة الكريمة في ظل عبادة الإله الواحد الأحد. وبما أن الله سبحانه وتعالى عادل ورؤوف رحيم فإنه لا يرتضي أن يترك عباده يخوضون في العمى والزين، 

فأرسل الرسل والأنبياء هادين ومبشرين إلى أن انتهى بخاتم الأنبياء الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) فكان خير منقذ للبشرية جمعاء وأعظم شخصية عرفها التاريخ حيث غيّر مسار المجتمع الجاهلي الذي كان غارقاً في الإلحاد وعبادة الأصنام والأوثان والتخلف والظلم والمفاسد الاجتماعية والأخلاقية والتعصب القبلي والطبقي وانعدام الأمن والأمان والغوص في حروب دامية لا مبرر لها وإباحة القتل والجرائم ووأد البنات وعدم احترام المرأة والحط من شأنها وشيوع الخرافات والأباطيل التي كانوا يعتقدون بها ويتخذونها منهجاً لهم حتى أصبحت حياتهم أحط وأضل من حياة الحيوانات,

فصدق أمير المؤمنين (عليه السلام) حين وصفهم في خطبة له:( إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شر دار منيخون بين حجارة خشن وحيات صم، تشربون الكدر وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة والآثام بكم معصوبة) ,

وفي خطبة أخرى:(بَعَثَهُ وَاَلنَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي حَيْرَةٍ وَخَابِطُونَ فِي فِتْنَةٍ قَدِ اِسْتَهْوَتْهُمُ اَلْأَهْوَاءُ وَاِسْتَزَلَّتْهُمُ اَلْكِبْرِيَاءُ وَاِسْتَخَفَّتْهُمُ اَلْجَاهِلِيَّةُ اَلْجَهْلاَءُ حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ اَلْأَمْرِ وَبَلاَءٍ مِنَ اَلْجَهْلِ فَبَالَغَ (ص) فِي اَلنَّصِيحَةِ وَمَضَى عَلَى اَلطَّرِيقِ وَدَعَا إِلَى اَلْحِكْمَةِ وَاَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ) فأقبلوا على دينه الجديد والتفوا حوله(صلى الله عليه وآله) مضحين بالغالي والنفيس لأنهم عرفوا الله تعالى وتلذذوا بعبوديته وذاقوا معنى الحرية الحقيقية وأحسوا بقيمتهم وحُفظت لهم كرامتهم تحت ظل الإسلام الحنيف بقيادته(صلى الله عليه وآله) الحكيمة الرحيمة ليكونوا أعظم وأكبر دولة إسلامية. والآن ونحن نعيش في ظل الفتن والحروب والتفرقة عادت الجاهلية وأصنامها من جديد وفق مسميات مختلفة وأقنعة مزيفة رافعة شعار الإسلام ولكنها مبطنة بالعقلية القديمة التي ملأها الحقد والقتل والدمار وانعدام الرحمة والإنسانية, وصدق الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) حينما قال: (بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء) , إذن لابد من منقذ جديد وقائد فذ قوي لينتشل جذور الجاهلية ويحطم قيودها ويُحيي الإسلام من جديد ويعيد له حلته التي وشحها بها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله), انه حفيده وحامل رايته الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ورحمة بعد ما ملأها أعداؤه ظلماً وجوراً وهواناً, فطوبى للمنتظرين المتمسكين بشريعة الله عز وجل والمؤمنين بظهور حجته وخليفته على أرضه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى