مقالات

شخصية السيدة زينب عليها السلام في بعدها النفسي.. الاجتماعي

– الشخصية، تعريفها، مكوناتها:
تعتبر الشخصية من أكبر مفاهيم علم النفس تعقيداً وتركيباً. فهي تشمل كافة الصفات الجسمية والخلقية والوجدانية في تفاعلها مع بعضها البعض، وفي تكاملها في شخص معين، يتفاعل مع بيئة اجتماعية معينة. إنها الإطار العام، أو الوعاء الذي يضم كل المكونات النفسية للفرد، والتي تميزه عن الآخرين.
وقد تعددت التعريفات التي تناولت الشخصية وطبيعتها وخصائصها. منها التعاريف التي نقلها الشرقاوي لواطسن Wattson (1930) “على أنها مجموع أنواع النشاط التي يكمن ملاحظتها في سلوك الفرد لفترة زمنية كافية، بحيث يكمن التعريف عليه بدرجة كافية. وبمعنى آخر، هي النتاج النهائي لمجموعة العادات التي تميز الفرد”1. ويرى محمد عماد الدين اسماعيل (1959) أنها “ذلك المفهوم أو ذلك الاصطلاح الذي يصف الفرد من حيث هو كل موحد من الأساليب السلوكية والإدراكية المعقدة التنظيم التي تميزه عن غيره من الناس، وبخاصة في المواقف الاجتماعية”2. ويعرفها بيرفن Pervin (1970) بأنها “ذلك التنظيم الذي يمثل الخصائص البنائية والدينامية لفرد ما أو لمجموعة أفراد، كما تعكس نفسها في الاستجابات المميزة له، بالنسبة لموقف معين؛ أو بمعنى آخر، هي ما تمثل الخصائص التي تميز فرداً معيناً دون الأفراد الآخرين”3.
وقد أشار أنطوان رحمة إلى تعريف باودن Bowden وهو أنها “تلك الميول الثابتة عند الفرد التي تنظم عملية التكيف بينه وبين بيئته”4. وتعريف جيلفورد Gilford بأن “شخصية الفرد هي نموذج سماته الفريدة”5. وتعريف كاتل Cattel بأنها “ما يسمح لنا بالتنبوء بما يفعله شخص ما في موقف ما”6.
أمام هذه التعريفات، برز تعريف ألبورت Allport للشخصية، والذي نقله عثمان فراج، حيث يرى أنها “التنظيم الديناميكي في الفرد لجميع التكوينات الجسمية- النفسية. هذا التنظيم هو الذي يحدد الأساليب الفريدة التي يتوافق فيها الفرد مع البيئة”7.
هذه التعاريف وإن تعددت، تساعد على تحديد العناصر الأساس التي تتكون منها الشخصية، والتي تؤلف في مجموعها وحدة لها خصائصها المتمايزة. وقد أشار محمد خليفة بركات إلى الجدول الذي وضعه كاتل Cattel وبيّن فيه العوامل المكونة للشخصية وهو:
وحدات تكوينية (موروثة) وحدات مكتسبة من البيئة
العوامل الديناميكية الدوافع والرغبات والحاجات العواطف والاتجاهات
العوامل المزاجية الصفات الإنفعالية والمزاجية الصفات الخلقية
العوامل المعرفية الذكاء والمواهب الخاصة المهارات المكتسبة شعورية أو لا شعورية8
هذا الجدول يبيّن أن للشخصية بناء معيناً يكمن بعضه في الفرد وهو الصفات الموروثة، وآخر مكتسب من البيئة. وهي تتفاعل في ما بينها لتبرز شخصية لها كيان متمايز، تتصف سماته بالثبات النسبي. وقد بيّن انطوان رحمة في دراسته حول تأكيد جلتون وبرسون Jalton & Person وغيرهما من علماء الوراثة أن “ثبات ملامح الشخصية بالوراثة، في حين أكد كل من بارتلت Bartlet وبرنر Berner   وغيرهما من علماء النفس الاجتماعي اتخاذ الشخصية صفات جديدة لم تكن موجودة بها. في حين بينت الدراسات الحديثة أن الفرد مزود بإمكانيات لسلوكه المقبل، وأنه خلال نموه يكتسب صفات جديدة تبعاً للعوامل الخارجية المحيطة به”9.
وهكذا يتبين أن الشخصية تحمل بالوراثة استعدادات أولية، تقبل التشكل وفقاً لمقتضيات النمو. وبذلك تكون الوراثة والمحيط عالمين أساسيين في تكوينها. ويشير الأبرشي إلى “أن الشخصية توهب بالفطرة، وقد تكتسب بالتربية. ولكن الفطرية أقوى من المكتسبة10. وهي صفة توجد في كل شخص لكنها تختلف في نوعها وقوتها باختلاف الأشخاص11. ومن العناصر الجوهرية التي تتكون منها الشخصية القوية: الجاذبية والنشاط العقلي والمشاركة الوجدانية والشجاعة والحكمة والتفاؤل والتواضع وحسن المظهر وقوة البيان والثقة بالنفس”12.
هذه التعريفات تشكل مدخلاً إلى شخصية السيدة زينب (ع)، وإلى المكونات الفاعلة في بنائها؛ وإلى الخصائص التي أعطت شخصيتها الفرادة والتمايز. وهذا سيكون من خلال عرض إطار نظري حول الدينامية الأسرية للسيدة زينب (ع)، وبالتالي الدخول في رحاب بنيتها النفسية الاجتماعية، التي تشكلت في إطار من التفاعل الحيوي ما بين القوى الفطرية التي تتمتع بها الظروف الأسرية والاجتماعية التي رافقت تجربتها الوجودية المعاشة، والذي بدوره أسس لبروز شخصية ريادية ما زال امتدادها عبر حقب التاريخ.
ب- البناء النفسي- الاجتماعي لشخصية السيدة زينب (ع):
تشكلت شخصية السيدة زينب (ع) وتكاملت خلال رحلة التجربة الوجودية التي عاشتها، وذلك في إطار من التفاعل الحيوي الوظيفي، ما بين القوى الفطرية التي كانت تتمتع بها، وأساليب النشأة التي حظيت بها في كل أبعادها وتفاعلاتها. فخصائص شخصية السيدة زينب النمائية والمعرفية التي شكلت هويتها الذاتية، ونظرتها إلى الوجود، لا يمكن تحديدها خارج إطار العلاقات الأولية التي نشأت فيها؛ حيث أن أساليب التنشئة هي أحد أبرز المؤثرات في التكوين وفي بناء الهوية الذاتية لدى الفرد خاصة في مرحلة الطفولة، هي التي تحدد أساليب الموقع والعلاقة والتوجه لاحقاً.
1- العلاقات الأولية وأثرها في بناء شخصية السيدة زينب (ع):
تتمثل العلاقات الأولية بالمرجعية الأسرية، وهذه المرجعية تشكل الوحدة الحيوية بين الفرد ومحيطه الطبيعي والاجتماعي. فالأسرة هي حجر الأساس ونواة المجتمع، إنها ذاك التلاقي الإنساني- الوجداني- الاجتماعي. هي مصدر الاستقرار والتواصل والنماء والانتماء. هي الإطار الطبيعي للسند العاطفي والمادي الذي لا غنى عنه لتطور أفرادها. إنها أول عامل من عوامل التفاعل مع المجتمع والاندماج فيه والحفاظ على القيم الاجتماعية والثقافية، ونقلها من جيل إلى جيل.
وعلى المستوى النفسي، تشكل الأسرة أساس الصحة النفسية ومنطلقها. ففي داخل الأسرة تتحقق أهم مقومات الصحة النفسية، وهي الطمأنينة القاعدية التي تشكل أساس الوفاق مع العالم والانغراس فيه، والتفاعل الإيجابي البناء معه. كما يتحقق في داخلها تبادل الرعاية العاطفية والمحبة والحميمية والتفاهم والتآزر والتماسك والتكامل والتضامن.
وقد توافر للسيدة زينب (ع) خلال نشأتها كل المقومات البناءة التي جعلت من شخصيتها وحدة متكاملة لها فرادتها وتمايزها، حيث جمعت الخصائص التي أشار إليها ألبورت Allport فكانت محصلة للتنظيم الديناميكي لجميع التكوينات الجسمية- النفسية، وهذا التنظيم حدد الأساليب الفريدة التي تعاملت بها مع الأحداث التي رافقت رحلتها الوجودية. كما كانت، كما رأى جيلفورد Gilford، شخصية لها سماتها الفريدة التي لم يزل شعاع تمايزها ساطعاً على مدى أربعة عشر قرناً. هذا التنظيم والفرادة تجليا من خلال سمات وخصائص بنيوية ووظيفية وفي مستويات متعددة:
1-1 الفاعلية والإقتدار:
تميزت شخصية السيدة زينب (ع) خلال تجربتها الحياتية بمستوى عالٍ من المرونة والفاعلية، برزا بتنوع السلوك الإيجابي والتكيف الفاعل البناء الذي يغير ويطور، بقدر ما يتأقلم ويتواءم. هذه الدينامية جعلت منها شخصية فريدة قائمة بذاتها، ترسي في كل مرحلة من مراحل تجربتها قاعدة السلوك اللاحق الذي كان يتميز دوماً بمستوى أعلى من النضج النفسي والقدرة على التكيف الفعال النشط مع مختلف اعتبارات الواقع. ويمكن تتبع كل من الفاعلية والاقتدار من خلال المراحل الحياتية التي مرت بها:
أ- مرحلة الطفولة:
لم يمدنا التاريخ حول طفولة السيدة زينب (ع) سوى بشذرات قليلة وهي على قلتها يمكن أن تكشف جانباً من الدلالة على توجهاتها وقدرتها على التأقلم والتفاعل مع الأحداث التي كانت بمثابة صدمات عاطفية متلاحقة، تعرضت لها وهي ما زالت في عمر الخمس سنوات. وقد تمثلت الصدمة الأولى بوفاة جدها النبي (ص)، وبعده بأيام معدودة صدمة وفاة والدتها السيدة فاطمة (ع). وكل من الصدمتين انعكست كخسارة نفسية، بفقدان العلاقة العاطفية معهما، خاصة مع والدتها أصل الحب والحنان. فالأم، كما يشير عباس مكي، “هي صاحبة السلطة العاطفية التي تبعث عند الأبناء الشعور بالأمان والاطمئنان والانتماء. هي التي تؤمن لهم حرارة العلاقة الأسرية. فهي ترضعهم الحنان مع الحليب بداية، ومع الطعام بعد ذلك. وعلى هذا، فإن شخصية الفرد تتغذى من مرجعية سلطة الأب ومن حنان عاطفة الأم”13. هذه الخسارة العاطفية عبرت عنها السيدة زينب (ع) باستجابة نفسية اتسمت بالمرارة والألم، وبأسلوب الطفولة البريئة، فقد روي بأن السيدة زينب استجابت لنداء والدها الإمام علي (ع) بعد وفاة والدتها حين قال: “يا حسن، يا حسين، يا زينب، يا أم كلثوم هلموا وتزودوا من أمكم فهذا الفراق، واللقاء في الجنة”، فجاءت السيدة زينب تجر رداءها تنادي: يا ابتاه يا رسول الله الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك”14.
هذه الخسارة تفاعلت آثارها مع طريقة دفن والدتها، والتي تمت سراً في عتمة الليل، تنفيذاً لوصية السيدة فاطمة (ع) بأن لا يشهد جنازتها أحد ممن ظلمها، وأن لا يصلي عليها أحد منهم. فدفنها زوجها الإمام على بن أبي طالب (ع) الذي توجه بعد ذلك نحو قبر النبي (ص) قائلاً: وقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة. ما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله. أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد… فبعين الله تدفن ابنتك سراً ويهتضم حقها قهراً فإلى الله المشتكى، وبك أجمل العزاء وصلوات الله عليك ورحمة الله وبركاته15. هذه الصدمات تمكنت السيدة زينب (ع) من تجاوزها انطلاقاً من عاملين أساسيين هما: نوعية العلاقة الأولية السابقة على الحرمان، والسن التي حصل فيها الحرمان.
فمن ناحية العلاقة الأولية، لقد خبرت السيدة زينب (ع) قاعدة علائقية أسرية متينة ومتماسكة أرست خطوطها تعاليم رسالية قائمة على الحب والعطف والحماية والتقدير. كل هذا مكّنها من امتصاص الألم والأحداث ومتابعة النمو اللاحق وتجاوز المحنة. فالعلاقات الوالدية، كما يشير مصطفى حجازي، “هي نواة الصحة النفسية وقاعدتها التكوينية، خاصة في السنوات الخمس الأولى من العمر”16. ويبين حجازي أنه “إذا خبر الطفل علاقة متينة ومطمئنة تكون طمأنينته القاعدية أكثر رسوخاً، مما يوفر تكوين شخصية أكثر عافية ومتانة. هذه الحالة تساعد الطفل على متابعة نموه اللاحق بعد تجاوز محنة الفقدان، وبالتالي فإن حظوظ تمتعه بدرجة أكبر من الصحة النفسية اللاحقة تكون أوفر رغم شدة ردة فعله الآنية”17.
والسنوات الخمس الأولى من حياة السيدة زينب (ع) خبرت فيها علاقة أسرية متينة ومتماسكة في كنف كل من:
جدها: النبي محمد بن عبد الله (ص):
عاشت السيدة زينب (ع) السنوات الخمس الأولى في ظل جدها النبي محمد (ص)، هذه السنوات قدم فيها النبي (ص) صورة نموذجية في الروابط العلائقية القائمة على الحب والحنان والرحمة والمودة، والتي، بدورها، أسست للسيدة زينب (ع) ولكل من إخوتها شخصية متينة متماسكة. لقد حازت السيدة زينب (ع) شرف رعاية خير المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين «وما أرسلْنَاكَ إلاَّ رَحمةً للعالَمينَ»18، ومن هو على خلق عظيم «وإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ»19. ونالت شرف القرب ممن ارتقى بذاته حتى عجزت مصطلحات عقلنا النسبي، وغصت أنفسنا عن استيعاب مدى ارتقائه.
لقد حرص النبي (ص) في ظل رسالته الحنيفة، وشريعته السمحة ودستوره الخالد على تطبيق نظرية الإسلام، حول العلاقات الأسرية، من خلال تحديد قانون رسالي للتبادل الإنساني والاجتماعي، وإرساء أسس الروابط العلائقية التي شملت المرأة ومكانتها في أقصى حدودها، فقد أفسح للمرأة مجالاً واسعاً من الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الوقت الذي كانت تعيش فيه في ظل المجتمع الجاهلي تحت ستار المهانة، وفي ظل نظام قبلي قائم على الذكورة. وحيث كانت تتجمع في شخصيتها أقصى حالات التبخيس على جميع الصعد، كان يعزز هذا التبخيس قرارٌ بوجوب وأدها، حيث كان الوأد يعد من المكرمات. ويصور عمر بن الخطاب واقع المرأة ذاك بقوله: ” والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم”20.
لقد جهد النبي (ص) في تطبيق رؤية الإسلام في التعامل مع الأنثى؛ ملغياً معالم الضيق والتذمر التي كانت تستقبل بها حين ولادتها، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المعالم في حالة من التساؤل والتوبيخ بقوله تعالى: «وإذا بُشِّرَ أحدُهُم بالأُنثَى ظَلَّ وجهُهُ مُسودّاً وهوَ كَظيمٌ● يتوارَى من القومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بهِ، أيُمسكُهُ على هُونٍ أمْ يدُسُّهُ في الترابِ، ألاَ ساءَ ما يحكُمونَ»21. وبقوله تعالى: «وإذَا المَوْءُودةُ سُئِلتْ● بأيِّ ذنبٍ قُتلَتْ»22. وقد نهاهم الله تعالى بقوله: «ولاَ تقْتُلوا أولادَكَم خشيةَ إملاقٍ نحنُ نرزُقُهم وإيَّاكم، إنَّ قتلَهم كان خِطْئاً كَبيراً»23.
في هذه الأجواء الرسالية تلقى النبي (ص) حفيدته التي لم يمدنا التاريخ كثيراً عما دار بينهما سوى برؤيا ذكرها الرواة، كانت قد حدثت بها جدها (ص) فقالت: “يا جداه رأيت البارحة أن ريحاً عاصفة سوّدت الدنيا وما فيها وأظلمتها وحركتني من جانب إلى جانب فرأيت شجرة عظيمة فتعلقت بها من شدة الريح. فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض ثم تعلقت بفرع آخر فكسرته أيضاً فتعلقت على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً فاستيقظت من نومي.
فبكى النبي (ص) وقال: الشجرة جدك والفرع الأول أمك فاطمة والثاني أبوك علي والفرعان الآخران أخواك الحسنان تسود الدنيا لفقدهم وتلبسين الحداد في رزيتهم24.
والدتها: السيدة فاطمة (ع) بنت محمد [صلى الله عليه وآله]:
السيدة فاطمة التي قدمها النبي (ص) باعتبارها نموذجاً منه، حيث قال (ص): “فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني”25.
وكان حين يخرج يأخذ بيدها ويقول: “من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله”26. على هذا النحو كان النبي (ص) يغدق على ابنته من حبات نفسه الكريمة، وكانت هي في فطرتها الطرية الغضة كالعدسة اللاقطة، تحيل ما تقع عليه إلى سره وحقيقته العظمى. فحازت من الكمالات الإنسانية ما جعل لشخصيتها لوناً منفرداً لا يشبهها في هذا اللون إلا هي.
وعلى المستوى الأمومي، نشأت في كنف والدتها السيدة خديجة بنت خويلد، التي تميزت شخصيتها بالحب والعطف والثبات والإيمان والزهد، حتى استحقت بذلك وسام تقدير من السماء، حيث ورد في الحديث الشريف أن جبرائيل (ع) قال لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): “بشر خديجة بيبيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب”27 كذلك ذكر ابن هشام أن جبرائيل (ع) أتى رسول الله (ص) فقال: “أقرئ خديجة السلام من ربك. فقالت: لله السلام ومنه السلام وعلى جبرائيل السلام”28. هذه الأجواء كانت السيدة فاطمة (ع) تتعاظم بصفاتها وخصائصها حتى ارتقت لتتشرف أن تكون سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، لقول النبي (ص): “يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة”29 وقوله (ص): “فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين”30.
وكانت السيدة فاطمة (ع) إذا دخلت على أبيها (ص) قام فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلتها وأجلسته في مجلسها”31 وهي التي استحقت لقب “أم أبيها”، وهي أمومة على سبيل المجاز، كدلالة على كرامة محلها وقداسة منزلتها، وعلى مدى العلاقة الوجدانية والذاتية بينها وبين النبي (ص).
لقد خبرت السيدة فاطمة (ع) كمّاً كبيراً من العلاقات القائمة على الرباط العاطفي الوثيق بالأم والأب. هذه العلاقات في دينامياتها وتحولاتها وانعكاساتها أدت إلى حالة من الوعي الإيجابي بالذات والهوية، وإلى بزوغ شخصية متكاملة وصورة ذات تتصف بالتماسك وبفاعلية التبادل العلائقي. فالاعتراف والتقدير الايجابي غير المشروط، وسلامة الرعاية الأولية انطلقت منهما وعليهما بنيت كل الخصائص للشخصية المعافاة لدى السيدة فاطمة (ع). وحين يتكون البنيان النفسي ويتشكل أسلوب الوجود، يميلان إلى الاستقرار وإلى إعادة إنتاج ذاتهما في مواقف الحياة اللاحقة في ما يشبه “بالوراثة النفسية” التي تكرر ذاتها. فالمجال الحيوي الأسري للسيدة فاطمة (ع) كان من الغنى والتنوع والدينامية والتحول بما يفوق كل وصف؛ أسس لأبنائها بنية شخصية نمائية وإنتمائية ذات خصوصية عالية شكلت بدورها مرتكز كل نشاط وظيفي لاحقاً، تحول إلى عنصر إغناء للجماعة والمجتمع والثقافة في مشروع صيرورة تبني وترتقي على الدوام.
والدها: علي بن أبي طالب (ع):
شكلت شخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع) صورة نموذجية للعلاقات الوالدية الإيجابية، لقد قدم صورة الأب صاحب السلطة الفاعلة الحانية وغير الزاجرة والتي تحولت إلى مرجع وبوصلة للسلوك عند أبنائه. فعلى المستوى النفسي، يحتاج الطفل كي ينمو وتبنى شخصيته بشكل متوازن إلى الحب والعطف والحنان، كما يحتاج في الوقت عينه إلى صورة راشدة ناضجة رزينة متزنة عاطفياً واجتماعياً، كي يتماهى بها، ويبني شخصيته على غرارها، أو يجد أصالته الذاتية انطلاقاً من النموذج الذي تقدمه له.
فالطفل لا ينمو بشكل سليم إلا إذا وجد له مرجعاً راشداً، سلطة تحمي وتمنع، سلطة توجه وترسي أسس الحياة الاجتماعية، وتكسب الطفل فرصة لنمو قدراته على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين، وتمثل المعايير الاجتماعية، فهو بحاجة إلى سلطة تطمئن وتضع حدوداً في نفس الوقت؛ بذلك يشعر الطفل بالثقة تجاه نزواته الداخلية وتجاه أخطار العالم الخارجي، وهذا ما يسمى “بقانون الأب”. ويبين مصطفى حجازي أن “قانون الأب والتماهي يدخل الطفل إلى قانون المدينة، إلى الانفتاح على المجتمع والتدامج فيه”32.
لقد جمعت شخصية الإمام علي (ع) كماً هائلاً من تنوع السلوك والديناميات النفسية التي تتصف بالنماء المستمر وتفتّح الإمكانات وتحقيق الأهداف الكبرى في الوجود. كما أنها تميزت بالانسجام المتكامل بين قواه النفسية ودوافعه، وصولاً إلى الرضى والسعادة، وبالتكيف النشط مع الظروف البيئية، بتحولاتها وانعكاساتها المستمرة والاندماج معها والإسهام البناء في نموها. وهو مع ذلك كان الإنسان الذي يتصف بحس المسؤولية العامة، ويتمتع بنظام قيم سامية توجه مشروعه الوجودي. إن النهج التربوي الذي اعتمده الإمام علي (ع) مع أبنائه يتصل بالمنطق القرآني وتعاليمه، وهو تطبيق عملي لمبادئ السيرة الكريمة في المسموح والممنوع. لقد قدم صورة نموذجية في تربية أبنائه في حدود القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية التي تم تمثلها من قبلهم واعتمادها جزءاً أساسياً في بُناهم الشخصية، بحيث تحوّل كل منها إلى رقيب داخلي ذاتي على النفس يحاسبها على سلوكها، ويربط هذا السلوك بتلك القيم، وهذا يظهر من خلال ما يسمى بالضمير الأخلاقي. لقد حقق الإمام علي (ع) في نهجه التربوي هدف التربية السليمة الذي، كما يشير عباس مكي، “هو الإعداد للآتي من الأيام، عندما يصبح الأبناء أحداثاً أو راشدين، وبالتالي منفصلين عن الأهل كهوية وكيان معنوي نفساني، بعد أن تتكون شخصيتهم، تأثراً بالأهل، وتمثلاً بسلوكهم، سلباً أم إيجاباً، لأنهم القدوة الحسنة والبوصلة التي تحدد الاتجاهات، والمرجع الذي تقاس به المواقف والمعطيات”33.
لقد حدد الإمام علي (ع) لأبنائه القانون الاجتماعي، من خلال قانون الأب، فكان المرجعية التي تمثلها كل منهم في مفاهيمه وأطروحاته وتوجهاته. يتمثلون سلوكه في الحالات المشابهة، سواء كان موجوداً أو غير موجود. لقد انعكست سلطة ومرجعية الإمام علي (ع) على أبنائه من خلال صورة التماهي الإيجابي على الصعيد الذهني والعملي، حققت لديهم على المستوى البنائي القدرة على الاستعداد، والأهلية للحياة الآتية، في ظل المقومات النفسية البنيوية والوظيفية والتفاعلية التي وفرت بدورها أساساً متيناً في القدرة على امتصاص الأزمات، والمتابعة في تحقيق نماء المشروع الشخصي- النفسي الاجتماعي.
وقد تكون لليسدة زينب (ع)- كعنصر من أفراد أسرة الإمام علي (ع)- من هذا المنهج التربوي الأبوي تاريخ خصب من التجربة الإنسانية العاطفية التفاعلية والمعرفية، ما حدد شخصيتها الفريدة والأسس التي شكلت بنيتها النفسية، وخصائص نشاطاتها الوظيفية وأساليب تفاعلها وانتمائها الاجتماعي الثقافي وانغراسها فيه، والمحصلة النمائية لكيانها. وقد بلغ حد التمثل والتماهي بوالدها، أنه بعد وقعة كربلاء، وهي تلقي خطابها أمام أهل الكوفة، قال بشير بن خزيم الأسدي: “ونظرت إلى زينب يومئذ، فلم أرَ خفرة والله، أنطق منها، كأنها تفرَّع من لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب”34.
أخواها الحسن والحسين (ع):
كما أن العلاقات الوالدية التبادلية، تمثل لدى الأبناء عناصر النمو والاقتدار على إرادة الحياة النفسية الداخلية والحياة الواقعية العملية، وصولاً إلى التفرد والنماء، كذلك العلاقات التبادلية الأخوية، تمثل حالة دينامية جماعية، تندرج ضمن دوائر متفاعلة، تتبادل الأثر والتأثير، والفعل وردود الفعل بين عناصرها. والتاريخ الأسري الذي احتضن السيدة زينب (ع)، يبين الأهمية المحورية للرباط العاطفي الأخوي الذي يدل على ذلك النوع من التلاقي الإنساني الوجداني، الذي تجلى في مسار نمو شخصيتها وتفتحها على الدنيا. لقد تهيأ للسيدة زينب (ع) علاقة أخوية فريدة من نوعها، من حيث الخصوصية والدينامية، وقد أخذت طابع الديمومة والاستمرار.
لقد حظيت السيدة زينب (ع) بمكانة متميزة في تاريخها الأسري، على مستوى القبول والتقدير، وعلى مستوى الخبرة التواصلية التفاعلية الإيجابية مع أخويها الإمامين الحسن والحسين (ع)، ويشير حجازي إلى “أن قبول الأم أولاً، والأقارب الأقربين من بعدها [للفرد] بشكل يوفر له الثقة والاعتراف، هو حجر الزاوية الذي تبنى عليه الشخصية الواثقة بذاتها، المستقرة نفسياً، والقادرة على الانفتاح على الدنيا والناس من موقع قبول الذات والمفهوم الإيجابي عنها”35. فكان الحسين، كما روي، إذا زارته السيدة زينب، يقوم إجلالاً لها، وكان يجلسها في مكانه36.
وفي رواية المازندراني أن السيدة زينب (ع) كانت إذا أرادت الخروج إلى زيارة قبر جدها رسول الله (ص) كانت تخرج ليلاً، والحسن عن يمينها والحسين عن شمالها وعلي أمامها، فكانت إذا قربت من القبر أخذ عليّ ضوء القناديل. وقد سأله الحسن عن ذلك فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب37. ورُوي أن أخاها الإمام الحسن (ع) لما وضع الطشت بين يديه، بعد دس السم له وصار يقذف كبده، سمع بأن أخته زينب تريد الدخول عليه، فأمر وهو على تلك الحال برفع الطشت إشفاقاً بها38.
لقد استقطبت السيدة زينب (ع) رقة العواطف ومشاعر الحماية والرعاية من أخويها، ما كوّن لديها دينامية أسرية خاصة من أنماط العلاقة والتفاعل والمكانة والدلالة والأدوار، حملتها معها في تجربتها الوجودية، وفي كل مرحلة كانت تنشط من جديد، بأشكال متفاوتة في السلوكيات الإيجابية البناءة، وهنا تكمن الجدارة الأخوية في بعدها الواقعي العملاني.
لقد أخذت عملية التوازن في توظيف العاطفة الوالدية ذات الطابع الإيجابي بين الأبناء إلى دعم قوى الترابط والتآلف والود بين السيدة زينب وأخويها (ع)، وترسخت تلك القوى بجعل كل منهم يمثل مكانة عالية إيجابية في عالم الآخر. فالصورة النموذجية للنهج التربوي للسيدة فاطمة (ع) وزوجها الإمام علي (ع) انعكس في المسار الحياتي والمصيري، في إطار شبكة من العلاقات الحميمية غير القابلة للاختزال.
هذه القاعدة العلائقية الأولية، حددت لدى السيدة زينب (ع) عدتها النفسية العاطفية والمعرفية ووسائلها الدفاعية التي ستخوض بها معركة الحياة، وهيأت لديها فرص النماء والانتماء. فخبرات الطفولة، كما يرى “أوجست ايكهورن” ذات أثر فعال في حياة الطفل المقبلة”39. كما أنها أرست لديها أسس الأهلية المجتمعية اللاحقة، وبالتالي شكلت أساليب تفاعلها وخصائص نشاطاتها الوظيفية. وكما يشير حجازي فـ “إنه كلما توفرت مقومات الصحة النفسية في السنوات الأولى كانت فرص التفاعل والمرونة التكيفية أكبر”40. لقد استطاعت السيدة زينب (ع)في طفولتها وبعد وفاة والدتها (ع) استيعاب المحنة والانطلاق بجدارة، لتملأ جانباً هاماً في حياة أسرتها وكما يقول محمد يوسف “لقد واجهت حياة البيت ورعت إدارة شؤونه بعقلية واعية وحسن صادق وقلب مؤمن”41. وتذكر بنت الشاطئ “ألفينا زينب في بيت أبيها، ذات مكانة أكبر من سنها، أنضجتها الأحداث، وهيأتها لأن تشغل مكان الراحلة الكريمة، فتكون للحسن والحسين وأم كلثوم، أمّاً لا تعوزها عاطفة الأمومة بكل ما فيها من حنو وإيثار، وإن أعوزتها التجربة والاختبار”42.
والعامل الثاني الذي ساعد السيدة زينب (ع) على تجاوز محنة صدمة الفقدان العاطفي، هو السن الذي حصل فيه هذا الفقدان. حيث أن آثار الحرمان على النمو والتوازن النفسي، كما يشير حجازي “تكون أقل بعد وصول الطفل إلى الإستقلال النفسي، وبعد أن تكون بنيته النفسية قد تشكلت وتدعمت. وقد يشعر الطفل الذي تجاوز الخمس سنوات أو الثمان الأولى في حياته بآلام ومعاناة نفسية كبيرة نتيجة لهذا الحرمان، إلا أن المعاناة قد تهدأ لاحقاً بدون أضرار كبيرة”43. وكما يبين حجازي فإنه “كلما كانت علاقة الطفل بوالديه أكثر متانة وأماناً، كانت استجابته للفقدان أكثر شدة وعنفاً، يظل ذلك صحيحاً على مستوى رد الفعل المباشر والآني، إلا أن الآثار اللاحقة للحرمان ليست كذلك؛ بل هي تتخذ منحى عكسياً”44.
هذا إلى جانب الأحداث التي دارت بعد وفاة النبي (ص) مباشرة، والتي صاغت نظرية الحقوق المغتصبة التي شهدت السيدة زينب (ع) كافة دينامياتها وتحولاتها. هذه الأحداث التي كانت ستمحى أو تضيع في دائرة النسيان، لولا تكرارها في كل مرحلة زمنية، حتى أخذت طابعاً قهرياً تجاه الإمام علي (ع) وأهل بيته، وفي ما بعد تجاه اتباعه ومواليه. وكانت في كل مرحلة تترك آثاراً، تتمثل في مشاعر الاضطهاد والاختزال الموجه تجاه آل بيت النبوة، والمبرر دائماً بأطروحات تنفي الحقوق والامتيازات التي يرى الإمام علي (ع) وآل بيته أنّها حق مشروع لهم.
إن عملية اغتصاب الخلافة من والدها والأسلوب العدائي الذي اتهجه أركان السلطة في سبيل انتزاع البيعة منه وبحضور أفراد أسرته، دون مراعاة للسيدة فاطمة (ع)، وولديها الحسن والحسين (ع) اللذين حظيا بمرتبة الأبوة من النبي (ص)، كما ورد في الحديث قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): “كل بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فإني أنا وليهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم”45، ودون مراعاة لأم كلثوم وأختها السيدة زينب التي نظر إليها النبي (ص) يوم ولادتها فضمها إلى صدره وأخذ يقبلها ثم قال: “أوصيكم بها فإنها شبيهة جدتها خديجة الكبرى”46.
[…] تلك المواقف حضرتها السيدة زينب (ع)، كما شهدت الموقف العلني والصريح لوالديها من عملية اغتصاب الحقوق. والذي عبرا عنه بحملة إعلامية هادفة إلى تعبئة الرأي العام من خلال طرح نظرية الحقوق المغتصبة. يذكر ابن قتيبة أن علياً خرج يحمل فاطمة بنت رسول الله (ص) على دابة ليلاً تدور في مجالس الأنصار تسألهم النصرة فكانوا يقولون: يا بنت يا رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به. فيقول علي: أفكنت أدع رسول الله (ص) في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه! فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم ومطالبهم47.
والاغتصاب الآخر الذي شهدت السيدة زينب (ع) تبعاته هو استلاب فدك48؛ هبة لوالدتها من أبيها النبي (ص). ذكر الطبرسي أنه لما بويع أبو بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله (ص) منها. فجاءت فاطمة إلى أبي بكر ثم قالت: لم تمنعني ميراث أبي رسول الله (ص) وأخرجت وكيلي من فدك، وقد جعلها لي رسول الله (ص) بأمر الله تعالى49. فرفض أبو بكر طلب السيدة فاطمة مبرراً ذلك بحديث “إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة”50. ويعلق محمد باقر الصدر على هذه القضية قائلاً: “إن أبا بكر الذي استند إلى حديث “إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة” قد ناقض فيه نفسه حين استأذن ابنته عائشة في أن يدفن في حجرتها التي هي منزل النبي (ص)، فلو كان ما يراه من تركة النبي (ص) صدقة مشتركة بين المسلمين عامة للزمه الاستئذان منهم، ولم يوص بدفنه بجوار النبي (ص) إلا بعد أن أذنت له ابنته عائشة. ما يعني أنها تمتلك حق التصرف في ما يعتبر حقاً للنبي (ص) ولم تسأل في موقفها البينة”51.
وألحت السيدة فاطمة (ع) على حقها، بما أفاء الله على رسول الله (ص) بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر52. وأصر أبو بكر وهو يطرح التبريرات والتعليلات لمنعها حقها رغم أنه كان قد قال لها: “أنت عندي الصادقة الأمينة، إن كان رسول الله عهد إليك عهداً أو وعدك وعداً صدقتك وسلمت إليك”53. هذا كله دفع السيدة فاطمة إلى طرح قضيتها أمام الرأي العام من خلال خطبة ألقتها في مسجد أبيها (ص)، معلنة أمام المسلمين من المهاجرين والأنصار مظلوميتها، كاشفة اللثام عن منعها حقها، كما منعوا زوجها حقه في الخلافة.
ويذكر الرواة أن السيدة زينب (ع)، وهي في عمر الست سنوات، حفظت خطبة والدتها في مسجد رسول الله (ص) وكانت تحدث بها. فقد ذكر أبو الفرج “أن زينب العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك. فقال: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي”54.
الهوامش:
1. الشرقاوي، أنور محمد التعليم والشخصية، مجلة عالم الفكر، الكويت، 1982، ع2، ص 19.
2.  (م.ن.)، ص 20.
3. (م.ن.)، ص 20.
4. رحمة، أنطوان، أثر معاملة الوالدين في تكوين الشخصية، رسالة ماجستير في التربية، جامعة دمشق كلية التربية، دمشق 1965، ص 10.
5. (م.ن.)، ص 10.
6. (م.ن.)، ص 10.
7. فراج، عثمان، الشخصية والصحة النفسية، مكتبة العرفان، بيروت، 1966، ص 11.
8. بركات، محمد خليفة، تحليل الشخصية، مكتبة مصر، ص 11.
9. رحمة، أنطوان، أثر معاملة الوالدين في تكوين الشخصية، (م.س)، ص 35.
10. الأبرشي محمد عطية، الشخصية، مطبعة المعارف، ط 3، 1938، ص 10.
11. (م.ن.)، ص 13.
12. (م.ن.)، ص 15.
13. مكي، عباس محمود، دينامية الأسرة في عالم العولمة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، بيروت، 2007، ص 134.
14. الصفار، حسن موسى، المرأة العظيمة، (م.س)، ص 73.
15. المقرم، عبد الرزاق، وفاة الصديقة الزهراء، مؤسسة الوفاء، ط 1، بيروت، 1983، ص 107.
16. حجازي، مصطفى، الصحة النفسية، (م.س)، ص 169.
17. (م.ن.)، ص 177.
18. سورة الأنبياء، الآية: 107.
19. سورة القلم، الآية: 4.
20. مرتضى العاملي، جعفر، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، دار السيرة، ط 4، بيروت، ج 2، ص 19/ عبد الرحمن، عائشة بنت الشاطئ، بنات النبي، دار الهلال، لا.ط، لا.س، ص 41.
21. سورة النحل، الآية:58- 59.
22. سورة التكوير، الآية: 8- 9.
23. سورة الإسراء، الآية: 31.
24. النقدي، جعفر، زينب الكبرى، (م.س)، ص 19.
25. بن عبد الملك (الهندي)، علي بن حسام الدين، كنز العمال، دار إحياء التراث العربي، ط 1، بيروت، 1990، مجلد 5، ص 47.
26. الشبلنجي، نور الأبصار، (م.س)، ص 52/ ابن الصباغ، الفصول المهمة، (م.س)، ص 144.
27. المجلسي، بحار الأنوار، (م.س)، ج 16، ص 8.
28. ابن هشام، السيرة النبوية، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 2، مصر، 1995، ص 241.
29. الجوزي، سبط، تذكرة الخواص، (م.س)، ص 278/ كنز العمال، (م.س)، مجلد 5، ص 48 مع إضافة سيدة العالمين وسيدة نساء المؤمنين.
30. المجلسي، بحار الأنوار، (م.س)، ج 43، ص 21.
31. القندروزي، سليمان بن ابراهيم، ينابيع المودة، دار الأسوة للطباعة والنشر، ط 1، ايران، ج 2، ص 55.
32. حجازي مصطفى، تأهيل الطفولة غير المتكيفة، دار الفكر اللبناني، 1995، ط 1، بيروت، ص 258.
33. مكي، عباس محمود، دينامية الأسرة في عالم العولمة، (م.س)، ص 139.
34. ابن طاووس، اللهوف، (م.س)، ص 86.
35. حجازي، مصطفى، الصحة النفسية، (م.س)، ص 184.
36. النقدي، جعفر، زينب الكبرى، (م.س)، ص 22.
37. (م.ن.)، ص 22.
38. (م.ن.)، ص 22.
39. ايكهورن، أوجست، الشباب الجامح، ترجمة محمد سيد غنيم، دار المعارف بمصر، 1954، تاريخ المقدمة، ص 229.
40. حجازي، مصطفى، الصحة النفسية، (م.س)، ص 215.
41. يوسف، محمود، السيدة زينب، مجلة الموسم، ع 4، 1989، بيروت، ص 942.
42. عبد الرحمن، عائشة، بطلة كربلاء، (م.س)، ص 43.
43.  حجازي، مصطفى، الصحة النفسية، (م.س)، ص 176.
44. (م.ن.)، ص 177.
45. ابن حجر، الصواعق المحرقة، (م.س)، ص 188.
46. الصفار، حسن موسى، المرأة العظيمة، (م.س)، ص 48.
47.  (م.ن.)، ص 22/ عبد المقصود، عبد الفتاح، الإمام علي بن أبي طالب، مكتبة مصر، ط 4، مصر، ص 184.
48. فدك هي بستان بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. فيها عين فوارة ونخل (الحموي، ياقوت)، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت، مجلد 3، ج 6، ص 417/ ويذكر المقرم أن وكيل فاطمة على فدك كان يجيء إليها بغلتها البالغة كل سنة أربعة وعشرين ألف دينار أو سبعين ألف دينار (المقرم، عبد الرزاق، وفاة الصديقة الزهراء، (م.س)، ص 72.
49. الطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب، الاحتجاج، شركة الكتبي للطباعة والنشر، بيروت، 1993، ج 1، ص 119- 120.
50. ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، (م.س)، مجلد 16، ص 220/ ابن كثير، البداية والنهاية، (م.س)، ج 5، ص 306.
51. الصدر، محمد باقر، فدك في التاريخ، المطبعة الحيدرية، لا.ط، النجف، 1955، ص 122، بتصرف.
52. الشرواني، حيدر، ما رواه العامة في مناقب أهل البيت، تحقيق محمد حسون، مطبعة المنشورات الإسلامية، 1414هـ، ص 412.
53. ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، (م.س)، مجلد 16، ص 228.
54. الأصفهاني أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، (م.س)، ص 60.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى