مقالات

قيمة التكافل الاجتماعي في الإسلام

روي عن أبي عبد الله عليه السلام : “والله، لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون  لأخيه مثل الجسد، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه”1.

مقدمة: 
التكافل الاجتماعي جزء من عقيدة المسلم والتزامه الديني، وهو نظام أخلاقي يقوم على الحبّ والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله عزَّ وجلّ، ولا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية، بل يشمل أيضاً المعنوية؛ وغايته التوفيق بين مصلحة المجتمع ومصلحة 
الفرد. 

وقد عُني القرآن بالتكافل ليكون نظاماً لتربية روح الفرد، وضميره، وشخصيته، وسلوكه الاجتماعي، وليكون نظاماً لتكوين الأسرة وتنظيمها وتكافلها، ونظاماً للعلاقات الاجتماعية. ومن هنا فإنّ مدلولات البرّ، والإحسان، والصدقة، تتضاءل أمام هذا المدلول 
الشامل للتكافل.

قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ  وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ2

وقال الله عزَّ وجلّ: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين3.

1 – فلسفة التكافل الاجتماعي في الإسلام:

إنّ الإيمان ليس قضية فلسفية مجرّدة، أو مجرّد علاقة بين الفرد وربّه بعيداً عن توجيه أنشطته، وممارسته، وعلاقاته اليومية؛ ففي الإيمان يتمّ ربط الفكر بالفعل، والنية بالحركة والسلوك القويم. وقد نفى الرسول صلى الله عليه واله وسلم كمال الإيمان عن الذي يبيت شبعان وجاره جائع، وهو يعلم: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع، وهو يعلم”4.

وقد عدّ القرآن الإمساك وعدم الإنفاق سبيلاً للتهلكة، بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين5.

كما عدّ الكنـز وحجب المال عن وظيفته الاجتماعية، مدعاةً للعذاب الأليم. وليس هذا فحسب، بل رتَّب المسؤولية التقصيرية أيضًا على الإنسان الذي يعطِّل سبل الكسب وفرص العمل مهما ادّعى الصلاح. وجعل دخول النار في حبس هرّة عن طعامها، بل 
ودخول الجنة في إعانة الحيوان لسدِّ حاجته.

ولقد عُني القرآن بالتكافل ليكون نظاماً لتربية روح الفرد، وضميره، وشخصيته، وسلوكه الاجتماعي، وليكون نظاماً لتكوين الأسرة وتنظيمها وتكافلها، ونظاماً للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة التي تربط الفرد بالدولة، وفي النهاية نظاماً للمعاملات 
المالية والعلاقات الاقتصادية التي تسود المجتمع الإسلامي. ومن هنا، فإنّ مدلولات البر، والإحسان، والصدقة، تتضاءل أمام هذا المدلول الشامل للتكافل.

ولقد وضع القرآن أسساً نفسيةً وأخرى مادية، لإقامة التكافل الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع الإسلامي. ولعلَّ من أهمِّ الأسس النفسية هو إقامة العلاقات المادية والمعنوية على أساس الأخوّة، لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ6. وربط الإيمان باستشعار حقوق الأخ، كما رتَّب على رابطة الأخوّة الحب؛ فلا يؤمن الإنسان المسلم، ولا ينجو بإيمانه، ما لم يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويعِش معه كالبنيان، يشدّ بعضه بعضاً. وجعل العدل وحفظ الحقوق من قيم الدين الأساسية، بل نُدب إلى عدم الاقتصار على العدل وهو إحقاق الحق، أو إعطاء كلِّ إنسان حقّه من دون ظلم، وإنّما الارتقاء إلى الإحسان، وهو التنازل له عن بعض الحقوق. ومن الأسس النفسية أيضاً الإيثار، وهو عكس الأثرة والأنانية. والإيثار تفضيل الآخر على النفس، من أجل إشاعة جوّ العفو والرحمة، وهي الغاية التي جاءت من أجلها الشريعة.

2 – المسؤولية تكليف عام:

لقد وضع القرآن أُسساً عامة في علاقة الفرد بالمجتمع، ووضع لكلِّ طرف حقوقه وواجباته للنهوض من أجل إتمام مكارم الأخلاق، وإشاعة الودّ والحبّ والوئام في ربوع المجتمع الإنساني. وفيما يلي نستعرض جملة من حقوق المجتمع على الفرد والأسرة، الخلية الاجتماعية الأولى، وأهم تلك الحقوق هو التعاون على البرّ والتقوى، قال تعالى:﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ7.

وأمر القرآن الكريم بالإحسان إلى أفراد المجتمع: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورً8.

وقد جعل الإسلام كلّ مسلم مسؤولاً في بيئته الاجتماعية، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ” كلّكم راعٍ، وكلّكم مسؤول عن رعيّته”9، ودعا صلى الله عليه واله وسلم إلى الاهتمام بأمور المسلمين، ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم، فقال: “من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين، فليس بمسلم”10.

ودعا الإمام الصادق عليه السلام إلى الالتصاق والاندكاك بجماعة المسلمين، فقال: “من فارق جماعة المسلمين قيد شبر، فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه”11

3 – أنواع التكافل الاجتماعي:

أ- التكافل الأدبي:
وهو شعور كلّ فرد نحو إخوانه في الدين بمشاعر الحبّ والعطف والشفقة وحسن المعاملة، ويتعاون معهم في سرّاء الحياة وضرّائها، ويفرح لفرحهم، ويأسى لمصابهم، ويتمنّى لهم الخير، ويكره أن ينزل الشرّ بهم، وقد دلّ على ذلك المعنى قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : “لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه”12

ب- التكافل العلمي:
بيّن النبي صلى الله عليه واله وسلم ثواب مُعلِّم الناس، فقال صلى الله عليه واله وسلم : “إنّه ليستغفر للعالِم مَنْ في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر”13. وهذا نوع من التكافل العلمي، الذي يعني أن يعلّم العالم الجاهل، وعلى الجاهل أن يتعلّم من العالم. فإذا كان من حقّ أيّ مجتمع أن يسمّي نفسه مجتمعًا مثقّفًا، فمجتمع الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف؛ وذلك لتكافل أفراده جميعاً للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.

ج- التكافل العبادي:
في الإسلام شعائر وعبادات يجب أن يقوم بها المجتمع ويحافظ عليها، كصلاة الجنازة، فإنّ المسلم إذا مات وجب على المجتمع تكفينه والصلاة عليه ودفنه، فإنْ لم يقم بذلك أحد أثم المجتمع، وهو ما يسمى فرض الكفاية في العبادات، ومثل ذلك إقامة الجمعة، 
وإقامة صلاة الجماعة في الأوقات الخمسة، وغير ذلك من العبادات التي تقام جماعةً. 

د- التكافل المعيشي: 
يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين، والاهتمام بمعيشتهم من طعام وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية، لا يستغني عنها أيّ إنسان في حياته. وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي لأنّه يتعلّق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة، تليق بكرامة الإنسان. وذكر الفقهاء العديد من الفئات التي لها الأولوية في التكافل المعيشي.

4 – الفئات التي تستحقّ التكافل: 

أ- اليتيم:
اهتم الإسلام باليتيم اهتماماً بالغاً، من ناحية تربيته، ومعاملته والحرص على أمواله وضمان معيشته، حتى ينشأ عضواً بارزاً في المجتمع، ويقوم بمسؤولياته على أحسن وجه. فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم، عدم قهره، والحطّ من كرامته، والغضّ من شأنه، قال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ *فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ14.

كما أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على أموال اليتيم، وعدم الاقتراب منها إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا 
قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
 15.

كما نهى عن أكل أموال اليتيم ظلماً، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرً16. ومن اهتمام الرسول صلى الله عليه واله وسلم بشأن اليتيم، أنّه رغَّبَ في كفالته، والاهتمام برعايته، وبشّر الأوصياء أنّهم سيكونون معه بالجنة.

قال عليه السلام : “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة”17، وأشار بإصبعيه؛ يعني السبابة والوسطى. ورعاية اليتيم وكفالته واجبة في الأصل على ذوي الأرحام والأقرباء، ويجب على المسلمين أن يتعاونوا فيما بينهم لإقامة دُور لرعاية الأيتام، لتشرف المؤسسات الإسلامية على تربيتهم والإنفاق عليهم، ويكون ذلك أبعد لهم عن الانحراف والتشرّد والضياع. وتساهم كفالة اليتيم في بناء مجتمعٍ سليم خالٍ من الحقد والكراهية، وتسودُهُ روح المحبّة والودّ..

ب- أصحاب الإعاقات:
قد يتعرّض الإنسان لعاهة من العاهات، وربّما لظروف تتعلّق بالحمل والولادة، يولد بعاهة مستديمة كفقد البصر أو السمع. فيجب أن تتظافر جهود المجتمع في تحقيق التكافل والعيش الأفضل لمثل هؤلاء المحتاجين، حتى يشعروا بالرحمة والتعاون والعطف، وأنّهم محلّ العناية والاهتمام الكامل في نظر الناس والمجتمع على السواء.

ج- رعاية المنكوبين والمكروبين:
حثّت الشريعة الإسلامية على إغاثة المنكوب، والتفريج عن المكروب، والنصوص القرآنية في ذلك كثيرة، والأحاديث النبوية عديدة.

قال الله تعالى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ18. وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : “من نفّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته…”19، ولا شك أن المجتمع المسلم حين يتربى على هذه المعاني، فإنّ أفراده ينطلقون في مضمار التعاون الكامل، والتكافل الشامل، والإيثار الكريم، ويأخذون بيد من إصابته مصيبة في ماله ونفسه.

5 – التكافل مسؤولية المجتمع:

لا يمكن لدولة أن تقوم بواجبها نحو تحقيق التكافل الاجتماعي، إلا إذا ساهم معها أبناء المجتمع في بناء العدل الاجتماعي والبذل والإنفاق في سبيل الله. وقد قسّمت الشريعة مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
القسم الأول: يُطالب به الأفراد على سبيل الوجوب والإلزام.
القسم الثاني: يُطالب به الأفراد على سبيل التطوّع والاستحباب.

أولاً: ما كان على سبيل الوجوب والإلزام، ويشمل أهمّ الأمور الآتية:

أ- فريضتا الخمس والزكاة: وقد ثبتت  فرضيتهما ووجوبهما في الكتاب والسنّة، ولا يختلف اثنان أنّ مبدأ الخمس والزكاة حين طبّق في العصور الإسلامية السابقة، نجح في تحقيق وإقامة التكافل الاجتماعي، ومحاربة الفقر، وعوّد المؤمنين على البذل والعطاء، والإنفاق في سبيل الله.

ب- النذور والكفارات: من وسائل التكافل ما ينذره المسلم من مال ونحوه، والوفاء بالنذر واجب بنصّ الكتاب وعند جميع فقهاء المسلمين. ومن وسائل التكافل أيضاً الكفارات، وهي ما يوجبه الله على المسلم من إطعام مساكين أو التصدّق على الفقراء، إذا عمل مخالفةً شرعية في الصوم أو الحج أو يمين… تكفيراً لخطئه، وعقوبةً على مخالفته.

ج- صدقة الفطر: وهي واجبة على كلّ  مسلم، وعلى كلّ من تلزمه نفقته، من زوجة وأولاد وخادم وأبوين، وجعلت للفقراء والمساكين والأيتام والمشاريع الخيرية ونحوها…

ثانياً: ما كان على سبيل التطوّع والاستحباب، ويشمل أمور كثيرة، منها:

أ- الوقف الخيري: وهو من الصدقات  المستحبّة، والتي يستمرّ خيرها، ويتجدّد ثوابها إلى ما بعد الممات، وهو يشمل جميع جهات الخير، من مساجد ومدارس ودور للأيتام والعجزة ومستشفيات ومعاهد وغيرها، والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : “إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”20.

ب- الوصية: وهو أن يوصي المسلم قبل موته بجزء من ماله لجهات البرّ والخير. 

ج- العارية: وهو الانتفاع بحوائج الغير مجاناً، كأن يستعير الرجل من جاره متاعاً، ثمّ يردّه له بعد الانتفاع به دون مقابل، وهي من أعمال الخير والإنسانية؛ لأنّ الناس لا غنى لهم عن الاستعانة ببعضهم، والتعاون فيما بينهم.

د- الهدية أو الهبة: من وسائل التكافل  الاجتماعي، والتي حثّ الإسلام عليها الهدية أو الهبة، وهي من العوامل التي تقوّي روابط المحبّة والودِّ والألفة بين فئات المجتمع، كما ورد في العديد من الروايات.
 * كتاب قوا أنفسكم وأهليكم، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1-النوري، مستدرك الوسائل، ج9، باب وجوب أداء حق المؤمن.
2-البقرة، 215.
3-البقرة، 195. ويراجع سورة البقرة:53، و261، 262، 267.
4-الكليني، الكافي، ج2، ص 668.
5-البقرة، 195.
6-الحجرات، 10.
7-المائدة، 2.
8-النساء، 36.
9-بحار الأنوار، ج72، ص38.
10-الكافي، 2، 163.
11-الكافي: 1، 405.
12-الشهيد الثاني، منية المريد، ص19.
13-مسند أحمد، ج5، ص196.
14-الماعون، 1-2.
15-الأنعام، 152.
16-النساء، 10.
17-مستدرك الوسائل، ج 474، 2، باب استحباب مسح رأس اليتيم.
18-البقرة، 280.
19-شرح أصول الكافي، المازندراني، ج2، ص194.
20-المازندراني، شرح أصول الكافي، ج6، ص137.

المصدر : شبكة المعارف الإسلامية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى