مقالات

لماذا يُقتل الولي وينجو الشقي (1)


كم في هذه الدنيا من أحداث يصعب على العقل البشري تفسيرها؟
وكم فيها من مجريات تربك العقل الفطين، وتبلبل الفكر الحاذق فعلاً؟
ومنها هذه السُنة الاجتماعية – على ما يبدو – التي جرت وتجري في التاريخ البشري من البداية، وهي تسلط الأشقياء على الأولياء، وقتل الأشرار الأخيار، التي يظهر منها انتصار الشيطان على الإنسان..
فمنذ أبونا آدم(ع) حيث تسلط قابيل على هابيل، وطغى عليه واستكبر حتى قتله فكانت أول جريمة تقع في هذه الحياة، وكان ضحيتها ولي من الأولياء، وتقي نقي من الأتقياء الأنقياء، وهكذا تتالت الأحداث وظهر الشيطان بمظاهر كثيرة وعديدة، وقام أولياؤه بجرائم يندى لها جبين الإنسانية عبر العصور والدهور..
ونحن اليوم نعيش ذكرى ولي من الأولياء، بل ولي الله الأكبر، وعظيم من العظماء لا تجد له نظير في الوجود إلا صنوه النبي المصطفى(ع)، ذاك أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب(ع)..
شهيد الأمة الإسلامية..
شهيد الروح الإيمانية..
شهيد العظمة البشرية..
شهيد وأي شهيد ولد في الكعبة المقدسة ولادة فريدة لم يشاركه فيها أحد، وقضى في محرابه والصلاة بين شفتيه، حيث لم يمهله الشقي – عبد الرحمن بن ملجم المرادي – كي يكمل صلاته في فجر ليلة القدر..
والعجيب الغريب – في الرواية التاريخية – أن ينجو معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص من محاولة القتل في تلك الليلة الرهيبة التي تآمر فيها الأشقياء لإيقاع أكبر جريمة في تاريخ البشرية..
فكيف ينجو الأشقياء والسيف فوق رؤوسهم، ويقتل الأولياء والتسبيح على شفاههم؟
اليوم ضُرب أمير المؤمنين على قرنه كما أخبره أخوه رسول الله(ص) من قبل فحُمل من المحراب والمسجد مخضباً بدمه، والعجيب أنه هو الذي ولد في بيت الله الحرام في جوف الكعبة فخرج منها طاهراً مطهراً نظيفاً من الدم..
أليستْ مفارقة تستحق الوقوف عندها طويلاً أيها الكرام؟
عظم الله أجركم يا شيعة علي..
عظم الله أجركم يا شيعة الولي..

حسين كريمو

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى