مقالات

مظاهر الحضارة اليمنية القديمة

الحضارة اليمنية

بنيت الحضارة اليمنية القديمة على قواعد اقتصادية قوية تمثلت في التجارة الدولية لقوافلها البرية والبحرية، كما قام نظامها الزراعي على أنظمة ري دقيقة ومتقنة، ولاقت شهرة واسعة في تجارة العطور العربية، حيث كانت تصدرها براً عن طريق القوافل التجارية إلى الحضارات التي كانت قائمة في الرافدين والشام، كما كانت تصدرها بحراً إلى الحضارتين اليونانية والرومانية. تمكنت الحضارات اليمنية القديمة من التحول إلى مركز تجاري ضخم، وذلك بسبب موقعها المتميز الرابط بين شرق آسيا وشبه القارة الهندية وبلاد الشام وأفريقيا، مما دفع السبئيون إلى بناء عدة موانئ في الهند وأفريقيا بهدف فرض سيطرتهم على تجارة البخور، والمعادن الثمينة، وأخشاب الزينة الصادرة من تلك البلاد إلى المناطق الشمالية.

المظاهر الزراعية

نظمت الحضارة اليمنية القديمة مجال رعي المزروعات، وذلك من خلال بناء السدود، ويعتبر سد مأرب من أشهر هذه السدود وأقدمها، حيث يعود تاريخ بنائه إلى الدولة السبئية في بدايات القرن السابع قبل الميلاد، والذي بني بهدف السيطرة على مياه وادي أذنة، وتخزينها لغرض الري بطول أربعة أمتار، كما تم تغليف جوانبه بأحجار منهدمة ضخمة، إلا أن ارتفاعه الحالي يصل إلى أربعة عشر متراً نتيجةً للإضافات التي حدثت له على مر الزمان؛ بسبب ارتفاع منسوب مائه.

المظاهر العمرانية

تمكن اليمنيون القدماء من استخدام حجارة الجرانيت المتوفرة بكثرة في شبه الجزيرة العربية في بناء قصورهم ومقابرهم وقلاعهم، كما برعوا في هندسة الحجارة ونحتها، وخاصةً تلك الداخلة في بناء أعمدة المباني وواجهاتها، واشتهروا باستخدام الطابوق في تصميم تيجان المباني وسقوفها، ويعتبر معبد مدينة مأرب البيضوي أفضل مثال على ذلك، حيث يلتف بسور بيضوي، وتحاط واجهته بثمانية أعمدة بشكل المربع.

المظاهر الدينية

اشتملت القصور والمقابر التابعة للحضارة اليمنية القديمة على الكثير من النقوش الخاصة بالآلهة وأسمائهم وألقابهم، وتشكلت الآلهة لديهم من ثالوث كوني هو: آلهة الشمس، والقمر، والنجمة، أما ما تبقى منها فما هي إلا مظاهر ثانوية للآلهة الثلاثة الرئيسية، وكان اليمنيون القدامى يضعون كافة مبانيهم من معابد وقصور ومقابر في عهدة الآلهة، وتقع لعنتهم وعقابهم على من يدنسها أو يهتك حرمتها، كما احتل الكهنة ورجال الدين مكانة مهمة؛ إذ خُصصت مصادر دخل ثابتة لهم، كما خُصصت مصادر أخرى لتشييد المقابر، وتزيينها بالأثاث والحلي التي يحتاجها الميت في حياته الأخرى.

المظاهر اللغوية

تكلم اليمنيون القدامى بلغة تعود في أصلها إلى مجموعة لغات شبه جزيرة العرب ولغة الرافدين والشام، والتي عرفت باسم مجموعة اللغات السامية، وهي قريبة جداً من اللغة الأكدية التي سادت بلاد الرافدين بعد اللغة السومرية، ولا تبتعد كثيراً عن لغة القرآن الكريم، كما تفرعت منها عدد من اللهجات القديمة التي لا زالت مستخدمة في بعض المناطق اليمنية إلى وقتنا الحالي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى