مقالات

من هو الأسوة

مما لا شك فيه إن كل إنسان له أسوة وقدوة يسعى أن يكون مثلها أو لا أقل يحلم بالتمثل والوصول إليها، ولكون عالمنا هذا يحمل الكثير من التباين والاختلاف تبعاً لاختلاف وتباين الميول والأهواء والاعتقادات الفاسدة والصالحة،

ولِكَون أننا نعيش اليوم في عالم التسويق الإعلامي؛ نجد أن هناك عملية ممنهجة في تهيئة وبث الأسوة الطالحة بصورة منمقة إعلامياً،

تضيء من بعيد وتلوح لكل عقلٍ سقيمٍ يخفق بأجنحتهِ نحو ذلك الشعاع ظناً منهُ أنه مصدر السعادة والأسوة الكُملى، ولا يَعرف أن هلاكه تلك النار المنبعث منها الشعاع وليس النور، وهناك حركة عكسية تتبعها تلك المؤسسات (الظلامية) وهي حركة تغييب الحق وأهلهِ وإبعاد كل ما يخصهم أو يتعلق بهم من آثار أوعلوم، وطمسها في غياهب جبٍ عميق، بل تعمد إلى قلب الحقائق وتحريفها وجعلها مشوهة ثم تصدربصورة مقنعة ومنمقة مرة أخرى. وعليه نجد أن عالمنا اليوم أصبح حافلاً بالأسوة المزيفة والمشوهة التي ينقاد إليها الملايين، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشهد أن هناك مئات الآلاف وقد يصل العدد إلى الملايين من الحالمين والمتخذين لأحد المطربين أو نجوم السينما قدوة وأسوة، ولعل كلمة (المغني العالمي أو الممثل العالمي واللاعب العالمي) تشير إلى أن هذه القدوة لا تختص بشعبٍ أو قومية بل هي أسوة وقدوة في تصور الجميع دون اختصاص. وها هنا تكمن المصيبة التي يعاني منها مجتمعنا اليوم الذي بَقي متمسكاً بالاسم فقط، إنه مجتمع إسلامي( وإلى الله المشتكى).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى