مقالات

نبذة عن تاريخ اليمن ما قبل الاسلام

اولا لنتعرف على اصل تسمية اليمن:
وجد في الكتابات السبئية القديمة نقوشا كتب عليها (يما نا ت (وفي ذلك اشارة الى اليمن والبركة في ارض اليمن وقد ازدهرت الحضارات اليمنية القديمة من خلال دولها سبأ وحمير و ومعين وحضرموت وكندة وقتبان و اوسان و وصلت الى مراتب رفيعة من الرقي والتطور مما جعل الرومان يطلقون على اليمن مسمى (العربية السعيدة) وذلك لعوامل كثيرة منها جمال طبيعتها وخصوبة ارضها وتنوع مناخها و وفرة المياه فيها وقد اشتهرت اليمن بعلاقاتها التجارية وقد ذكرها الله في القرآن (برحلتي الشتاء والصيف) فكانت رحلة الشتاء الى اليمن وكذلك اشتهرت صادرات اليمن التجارية في انحاء المعمورة
ثانيا موقع اليمن الجغرافي المتميز:
يذكر المؤرخون ان اليمن كانت تشكل الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية والممتدة من الخليج العربي شرقا حتى البحر الاحمر غربا ومن اواسط الجزيرة العربية شمالا حتى البحر العربي والمحيط الهندي جنوبا وقد ذكرت بعض المصادر ان اليمن تمتد من تخوم مكة شمالا والطائف الى عدن في اقصى الجنوب والى باب المندب غربا ومن مضيق هرمز شرقا الى تخوم كاظمة (الكويت حاليا) في الشمال الشرقي من الجزيرة العربية
ثالثا عروبة اليمن:
تنقل كتب التاريخ ان اليمن هي ارض العرب الاولى واليمنيون هم اول من تحدث باللسان العربي ، ولايختلف على ذلك اثنان ، وتذكر المصادر التاريخية ان النشأة الاولى للغة العربية تنحدر من نسل سام بن نبي الله نوح (عليه السلام) وهم عاد وثمود وجرهم الاولى وغيرها ، ثم انتقلت الى بني قحطان وهكذا.
رابعا: الاطماع الاستعمارية في اليمن:
قام الرومان بمحاولة غزو اليمن عام ٢٤ قبل الميلاد ولكنهم باءوا بالفشل والهزيمة الساحقة من قبل ابناء القبائل اليمنية وذلك في عهد الدولة الحميرية والتي قامت عام ١١٥ قبل الميلاد والتي استمرت حتى عام ٥٢٥ بعد الميلاد ، فأصبحت اليمن بعدها في وضع لا تحسد عليه حيث استمر تنافس قوى عظمى على السيطرة عليها والعبث بها وتلك القوى كانت متمثلة في دولة الفرس و دولة الروم ولذلك التنافس اسبابه و اهمها موقع اليمن الاستراتيجي المتميز حيث ان اليمن كانت همزة وصل بين بقية اجزاء الجزيرة العربية وبين كل من الهند والصين والحبشة فالحركات التجارية لابد ان تمر من اليمن لكي تنتقل من الشرق والجنوب الى الشمال والغرب ، وايضا اليهود كان لهم دور في ذلك التنافس فعندما ازداد نفوذ اليهود في اليمن وقويت شوكتهم ظهرت نواياهم الانتقامية من النصارى الروم العابرين بتجارتهم وبضائعهم ما بين الهند والحبشة ومصر وغيرها من البلدان و كانت دولة فارس تساند اليهود وتشجعهم ضد الروم بما انهم اعدائهم التقليديين وذلك لان الفرس لا يريدون ان يمتد نفوذ الروم الى بلاد اليمن لان ذلك سيشكل خطرا على الفرس وسيهدد طرق التجارة ، واما المسيحيون في اليمن فكانوا يعتمدون على الروم من حيث المساعدات والدعم لهم ضد اعدائهم اليهود ، فكانت تلك عوامل لنشوء صراع مرير بين المسيحية واليهودية في اليمن ، فشن ذو نواس الحميري المدعوم من الفرس حملة عسكرية شرسة ضد المسيحيين و قام باضطهادهم و إحراقهم في اخدود وخاصة في نجران وقد ذكر الله ذلك في القرآن في قوله تعالى: (والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود)، فبلغ ذلك الامر الامبراطور البيزنطي جاستن فكتب الى ملك الحبشة يحرضه على شن حملة عسكرية على اليمن واحتلالها فكان كذلك فانطلقت جيوش الاحباش الى اليمن بقيادة القائد العسكري ارياط فاستولى على ظفار وهزم قوات ذي نواس الحميري وذلك في القرن السادس الميلادي سنة ٥٣٣ ميلادية واستمر حكم ارياط لليمن حتى ثار عليه بعض من جلاوزته بسبب خلافاتهم على تقسيم الغنائم بقيادة ابرهه الحبشي ، فتولى ابرهه زمام الحكم واعلن نفسه ملكا وخرج عن الدولة الاكسومية في الحبشة فساد اليمن الخراب والدمار ولكن حكم الاحباش لم يطل كثيرا فقد ثارت القبائل اليمنية على الاحباش بقيادة سيف بن ذي يزن الذي استعان بالفرس للقضاء على الاحباش فكان له ذلك وتم القضاء على الاحباش وطردهم نهائيا من اليمن وبلا رجعة فأمنت البلاد ولكن ظل اليمانيون يبحثون عن العدالة السماوية والفرج المنتظر فجاء الاسلام الذي اعز الله به اليمن واليمنيين.

ابو يوسف المنتصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى