أخلاق ودعاء

نبذة عن شهر محرم الحرام

محرم الحرام أول شهر من أشهر السنة الهجرية حسب ما هو شائع، وسمي بالمحرم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد(ص)، وذلك لحرمة القتال فيه عند العرب، ومن أهم الأحداث التي وقعت فيه واقعة كربلاء التي استشهدفيها الإمام الحسين(ع) وأصحابه، وفي كل عام يقوم الشيعة بنصب العزاء فيه من أجل مواساة أهل البيت في أحزانهم

سبب التسمية:

سمي بالمحرم نحو عام 412 م فی عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد(ص)؛ وذلك لأن العرب كانت تُحَرِّم فيه الحرب والإغارة، وقيل: إنهم أطلقوا عليه هذا الاسم لأنهم تقاتلوا فيه فوقعت بينهم مقتلة عظيمة، فحرَّموا فيه القتال، ومن ثَمّ سموه (محرماً).
وهو من الأشهر الحرم التي ذكرت في القرآن، في قوله تعالى: ﴿إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ إثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السّماواتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ وهي: محرم ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة.
وفي هذه الأشهر كانت تُقام الأسواق للتجارة والشعر، وتبادل المنافع في كل من عُكاظ، والمربد، وذي المجاز، والمجنة، وكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فلا يهيجه تعظيماً لحرمة هذا الشهر، وكانت العرب تَنْسَؤُهُ (أي تُؤخره) فتحرمه عاماً وتستحله عاماً، وكانوا يحرمون بدله صفراً؛ لذا نجد أنهم قد أطلقوا عليهما اسم (الصّفَران).

أسماؤه:

وكانت للمحرم أسماء عند العرب قبل أن يُسمى باسمه الحالي، فقد أطلقوا عليه عدة أسماء منها: ناتِق والمُؤْتَمر؛ أي الذي يؤتمر فيه للتشاور أو طلباً للنصيحة عما إذا كانوا يخوضون الحرب فيه أو يتركونها، يقول الشاعر:
لولا ائتماري بكم في المؤْتَمرعزمت أمري للفراق فانتظر
وقد كان قوم ثمود سلسلتها الخاصة من الشهور في التقويم، فللشهور عندهم أسماء أُخر, وكانوا يبتدئون بها من شهر (دَيْمَر) الموافق لشهر رمضان.
وقال الصاحب بن عباد :
أردت شـهور العرب في الجاهلية فخذها علـى سَرْد المُحَرَّم تشترك
فمُـؤْتَرٌ يـــأتي ومــــــــــــن بعـدُ نـــاجر وخَوّان مع صُوان جمع في شرك
حنـين وزّبــــا والأصـَمّ وعــــــــــــــادل ونـافِق مـــــــــــــع وَغْـل ورنَّة مـع بُرك

شهر عزاء الشيعة:

وبعد استشهاد الإمام الحسين (ع) في محرم سنة 61 هـ تحول هذا الشهر إلى شهر عزاء وحزن للشيعة، وكان أئمة المعصومين (ع) يعتنون لإقامة العزاء في هذا الشهر، فورد عن الإمام الرضا (ع):
“كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام. فإذا كان يوم العاشركان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع)”.
ذكر الميرزا جواد الملكي التبريزي في كتابه المراقبات حول أعمال شهر محرم:
ينبغي لأولياء آل محمّد صلوات اللَّه عليهم بحكم الولاية والوفاء، والإيمان بـاللَّه والرّسول، أن يتغيّر حاله في العشر الأولى من المحرّم فيظهر في قلبه ووجهه وهيئته آثار الحزن والتّفجّع، وأن يترك بعض ملذات الحلال خاصة في اليوم التاسع والعاشر ، واللَّيلة الحادية عشر ، ويكون بمثابة من أصيب في والده أو ولده، ويزور لا محالة في العشر الأوّل كلّ يوم بالزّيارة المعروفة بـعاشوراء. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى