مقالات

🍁الإمام علي عليه السلام بين خوارج العصر والإسلام الأمريكي (١)🍁

🌿 في فترة حكومته، واجه الإمام علي عليه السلام تيارين رئيسيين متناقضين من حيث الاتجاه السلوكي والأخلاقي لا من حيث الجانب السياسي.
◼الاتجاه الأول: هو الاتجاه الذي يجد الدين في الخشونة والغلظة والتشدد والتطرف من حيث التمسك بالمظاهر الخارجية للدين كقراءة القرآن والصلاة واللباس والعيش بتقشف و…, وهذا الإتجاه إن كان متساهلاً في شيء فهو متساهل في تكفير من اختلف معه. هذا الاتجاه هو ما عرف بالمارقين (الخوارج).

◼الاتجاه الثاني: هو التيار المتساهل في ما ذكر مسبقاً وينظر لكل ما يقوم به باسم الدين أيضاً, فلا بأس عنده باستخدام جميع أنواع الحيل للوصول إلى غايته ولو كانت الحيلة رفع المصاحف, وهو يرى أن الله قد سمح له بالظلم ونهب أموال الناس ما دام ولياً للأمر, ولا مانع عنده من استخدام شهادة الزور, ولا مشكلة لديه في أداء صلاة الفجر أربعاً (لأن إمام الجماعة سكران), أو حتى أداء صلاة الجمعة يوم الأربعاء, وهكذا. هذا التيار هو ما سمي بالقاسطين والذين ذاب فيهم الناكثون وانسجموا معهم من هذه الناحية بالطبع.

🔹وإن كنا نعجب من هذين الفريقين -الذين لا يوجد لقادتهما أي تاريخ مسبق ومعروف في نصرة الدين أيام النبي صلى الله عليه وآله وبالتالي من الوقاحة بمكان أن يدعيا تمثيلهما للدين ومعرفة مبادئه – فإن تعجبنا يصبح أضعافاً مضاعفة عندما نعرف أن هذين التيارين البعيدين عن بعضهما اتحدا واتفقا في شيء واحد وهو محاربة الإمام علي (عليه السلام), وهو صاحب الفضل والشرف والسبق في الدين وفيه ما فيه من نصوص واضحة تدل على أنه هو من يمثل دين الله سبحانه وتعالى ويعرف الإسلام حق معرفته, ليس هو فقط بل إن جماعة كبيرة من الصحابة (لا سيما الأنصار) كانت في جماعته وجيشه.

🔹والحقيقة أن برنامج الشيطان لمواجهة الحق كبرنامج داخلي (يتنبى عناوين إسلامية لتشويه الدين والتعمية على المجتمع الإسلامي) يعتمد على نوعين رئيسيين من الانحراف هما الإفراط والتفريط.
وكما أنه لا يجوز التفريط في مبادئ الدين وشريعته فإنه ليس صحيحاً ولا يجوز أن نبالغ في الدين بحجة التمسك به, وكما أن من لا يصلي الظهر فإنها تبقى في ذمته إلى أن يصليها, فإن من يصلي الظهر خمس ركعات عمداً تبطل صلاته ويكون كمن لم يصلها.
والصحيح أن يصلي الإنسان الظهر أربع ركعات (في الحضر مثلاً), وهكذا كان إسلام أمير المؤمنين عليه السلام استمراراً لنهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حقائقه واعتداله.

🔹ولأن الحق قوته تنبع من ذاته وداخله فإنه ليس بحاجة لكي يقبله الناس سوى إلى أن يظهر ويعرفه الناس, بعكس الباطل الذي يحتاج إلى إخفاء الحق أولاً ثم التزين بلباس الحق فيقبله من في قلبه مرض.

يتبع …

ابو جواد الشامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى