17 ربيع الأول مولد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم
اسمه ونسبه(ص)(1)
محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم، وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم الخليل(ع).
كنيته(ص) ولقبه
أبو القاسم، أبو إبراهيم، ويُلقّب بالمصطفى.
من أوصافه(ص) في القرآن
الأُمّي، خاتم النبيّين، الداعي، الرؤوف، الرحمة، الرحيم، الشاهد، العبد، الكريم، المبشّر، المبين، المُدّثّر، المُزّمّل، النذير، النعمة، النور.
أُمّه(ص)
آمنة بنت وهب بن عبد مناف الزهرية.
ولادته(ص)
ولد(ص) في السابع عشر من ربيع الأوّل في عام الفيل ـ المصادف 571 ميلادي ـ بمكّة المكرّمة، وسُمّي بعام الفيل؛ لأنّ مكّة تعرّضت فيه لعدوان أبرهة الحبشي صاحب جيش الفيل، فجعل الله كيدهم في تضليل، كما ورد في سورة الفيل من القرآن الكريم.
من كراماته(ص) عند الولادة
1ـ قالت السيّدة آمنة: «لمَّا حَمَلْتُ بِهِ لَمْ أَشْعُرْ بِالْحَمْلِ، وَلَمْ يُصِبْنِي مَا يُصِيبُ النِّسَاءَ مِنْ ثِقَلِ الْحَمْلِ، فَرَأَيْتُ فِي نَوْمِي كَأَنَّ آتٍ أَتَانِي فَقَالَ لِي: قَدْ حَمَلْتِ بِخَيْرِ الْأَنَامِ، فَلَمَّا حَانَ وَقْتُ الْوِلَادَةِ خَفَّ عَلَيَّ ذَلِكَ حَتَّى وَضَعْتُهُ، وَهُوَ يَتَّقِي الْأَرْضَ بِيَدِهِ وَرُكْبَتَيْهِ، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: وَضَعْتِ خَيْرَ الْبَشَرِ، فَعَوِّذِيهِ بِالْوَاحِدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَحَاسِد»(2).
2ـ قال الإمام الصادق(ع): «أَصْبَحَتِ الْأَصْنَامُ عَلَى وُجُوهِهَا، وَارْتَجَسَ إِيْوَانُ كِسْرَى، وَسَقَطَ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شُرَافَةً، وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ، وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسَ، وَلَمْ تُخْمَدْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَلْفِ عَامٍ، وَلَمْ يَبْقَ سَرِيرٌ لِمَلِكٍ إِلَّا أَصْبَحَ مَنْكُوساً، وَالمَلِكُ مُخْرَساً لَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَهِ ذَلِكَ، وَانْتُزِعَ عِلْمُ الْكَهَنَةِ، وَبَطَلَ سِحْرُ السَّحَرَةِ، وَلَمْ تَبْقَ كَاهِنَةٌ فِي الْعَرَبِ إِلَّا حُجِبَتْ عَنْ صَاحِبِهَا»(3).
أُمّه الرضاعية
حليمة بنت عبد الله السعدية.
شعر عبد المطّلب في ولادته(ص)
لمّا سمع جدّه عبد المطّلب بولادته(ص) فرح فرحاً كثيراً، ودخل على السيّدة آمنة، وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه، وقال:
«الحَمدُ لِلهِ الَّذِي أَعْطَانِي ** هَذَا الغُلامَ الطَّيِّبَ الأرْدَانِ
قَدْ سَادَ في المَهدِ عَلَى الغِلمانِ ** أُعيذُهُ بِاللهِ ذِيْ الأركانِ
حَتَّى أراهُ بَالغَ البُنيانِ ** أُعيذُهُ مِنْ شَرِّ ذِي شنانِ
مِن حَاسِدٍ مُضْطَرِبِ العِنانِ»(4).
من زوجاته(ص)
خديجة بنت خويلد الأسدية، ابنة عمّته زينب بنت جحش الأسدية، ابنة عمّته أُمّ سلمة هند بنت أبي أُمية المخزومية، زينب بنت خزيمة الهلالية، ميمونة بنت الحارث الهلالية، سودة بنت زمعة العامرية، مارية بنت شمعون القبطية، أُمّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية، عائشة بنت أبي بكر التيمية، حفصة بنت عمر بن الخطّاب.
أولاده(ص)
إبراهيم، عبد الله، القاسم، زينب، فاطمة الزهراء(عليها السلام).
بعثته(ص)
بُعث(ص) في السابع والعشرين من رجب بمكّة المكرّمة، بعد أن بلغ عمره الشريف أربعين عاماً.
هجرته(ص)
هاجر(ص) من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة في بداية شهر ربيع الأوّل بعد مرور ثلاثة عشر عاماً من بعثته، وذلك لشدّة أذى المشركين له ولأصحابه.
معاركه(ص)
أذن الله تعالى له(ص) بقتال المشركين والكفّار والمنافقين، فخاض معهم معارك كثيرة، منها: معركة بدر، معركة أُحد، معركة الخندق أو الأحزاب، معركة خيبر، معركة حُنين.
عمره(ص) ومدّة نبوّته
عمره 63 عاماً، ومدّة نبوّته 23 عاماً.
من وصاياه(ص)(5)
1ـ قال(ص): «شَرُّ النَّاسِ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ، وَشَرٌّ مِنْ ذَلِكَ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِه».
2ـ قال(ص): «يَا عَلِيُّ، ثَلَاثٌ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ: أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْكَ.
يَا عَلِيُّ، بَادِرْ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ أَرْبَعٍ: شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِك».
3ـ قال(ص): «جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا».
ثواب زيارته(ص)(6)
1ـ قال(ص): «مَنْ أَتَانِي زَائِراً كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
2ـ قال(ص): «مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي كَانَ فِي جِوَارِي يَوْمَ الْقِيَامَة».
3ـ قال(ص): «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ وَفَاتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي، وَكُنْتُ لَهُ شَهِيداً وَشَافِعاً يَوْمَ الْقِيَامَة».
4ـ قال(ص): «مَنْ زَارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتِي كَانَ كَمَنْ هَاجَرَ إِلَيَّ فِي حَيَاتِي، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَابْعَثُوا إِلَيَّ السَّلَامَ فَإِنَّهُ يَبْلُغُنِي».
وفاته(ص)
تُوفّي(ص) في الثامن والعشرين من صفر 11ﻫ بالمدينة المنوّرة، ودُفن ببيته، ومن ثَمّ صار بيته مسجداً، ويُعرف اليوم بالمسجد النبوي الشريف.
تجهيزه(ص)
تولّى الإمام علي(ع) تجهيزه، ولم يُشاركه أحد فيه، فقام(ع) بتغسيله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه، ووقف على حافّة قبره قائلاً: «إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلَّا عَنْكَ، وَإِنَّ الجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلَّا عَلَيْكَ، وَإِنَّ المُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ، وَإِنَّهُ قَبْلَكَ وَبَعْدَكَ لَقَلِيل»(7).
رثاؤه(ص)(8)
ممّن رثاه الإمام علي(ع) بقوله:
«نَفْسِي عَلَى زَفَراتِها مَحبُوسَةٌ ** يَا لَيتَها خَرجَتْ معَ الزَّفراتِ
لا خَيرَ بَعدَكَ في الحَيَاةِ وإنَّما ** أَخْشَى مَخَافَةَ أنْ تَطُولَ حَيَاتِي»
وقال(ع) أيضاً:
«أَمِنْ بَعدِ تَكفينِ النَّبيِّ ودَفنِهِ ** بِأثْوَابِهِ آسى عَلَى هَالِكٍ ثَوى
رُزِئْنَا رَسُولَ اللهِ فِينَا فَلَنْ نَرى ** بِذَاكَ عَديلاً مَا حَيِيْنا مِنَ الوَرى»
كما رثته ابنته فاطمة الزهراء(عليها السلام) بقولها:
«قُلْ للمُغَيَّبِ تَحتَ أطْبَاقِ الثَّرى ** إنْ كُنتَ تَسْمَعُ صَرخَتِي ونِدَائيَا
صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوْ أنَّها ** صُبَّتْ على الأيَّامِ صِرْنَ لَياليَا
فَلأجعلَنَّ الحُزنَ بَعدَكَ مُؤنِسِي ** وَلأجعلَنَّ الدَّمعَ فِيكَ وِشَاحِيَا
مَاذَا عَلَى مَنْ شَمَّ تُربَةَ أَحمَدٍ ** ألَّا يَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَواليَا»