قطرةُ ضوءٍ من النبعِ المقدس
إلى سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)
في سورةِ الشمسِ ..أم في سورةِ القــــمرِ *** يشفّ وجهُـــكَ يــــــــا إشــراقةَ السّوَرِ
هل مِن محيّـــــــاكَ يتلو الفجـرُ مــــطلعَهُ *** أم من عيونــــــكَ تطـفـو أنــجمُ السّحَرِ
ما من هدىً شعّ إلا كــــــــــــــــنتَ منبعَهُ *** يسيلُ فينــــــــــــا السّنـا كــلّ على قَدَرِ
تستوقدُ القلبَ حتى يستفيــــــــــــــــقَ كما *** طوفـــــــــــانُ صحوٍ بتنـــورٍ من الفِكَرِ
ما فارَ إلا كمـــــــــــــاءِ الوردِ مــــشتعلاً *** حتى يحرِّرَ ضوعَ العــــــــطرِ بالشـررِ
أمضي ولا عــــاصمٌ ..والشــــعرُ يتبعني *** على الخيالِ .. تمشـــــــــــــينا بلا حـذرِ
أصغي إلى الكونِ ..مفتــــــوناً يوشوشني *** أكادُ أسمعُ ما في خـــــــــــاطرِ الشـجرِ
حتى كأن بروحـــــــــــــــــــي غارَ أمنيةٍ *** حمامتانِ من الأطيـــــــــــافِ والصـورِ
والوحيّ بوحُ كمنجـــــــــــــــــــاتٍ متيمةٍ *** تهرّبُ النّغمَ القــــــــــــدسيّ في وَتَـرَي
وجوقةٌ من حسانِ الحـورِ تعـــــــــــزفني *** ترددٰ الشعرَ عني.. عــــــنكَ في الـسمرِ
: هاتي شفاهكِ ..قـالت ..:وارشـفي غزلا *** مما يفيضُ من الفــــــــردوسِ مـن دررِ
لا تعجلي ..في الخطى أنفــــــــاسُ أغنيةٍ *** إذا اقتربتِ مــــــــــن الإيقاعِ فانـتظري
فإن توحدتِ باللـــــــــــحنِ اخفقـي لذرىً *** من قاب قوسين أدنـى ..واكشفـي سُتُري
وهيئي الشعرَ عذراءً تُـــــــــــزفّ إلى الــــــــــــــمحبوبِ في حلةٍ خِيــــــــــــطـت بلا إبرِ
من سندسِ الحلمِ المشكــــــوكِ بالشغفِ الــــــــــــــمغزولِ باستبـــــــــرقِ التّهـيـامِ والسَكَرِ
وضفّري القافياتِ الشّقرِ بالفـــــــــــرحِ الــــــــــــــمعقودِ بالفلّ والمشــــــــــــمـومِ والزَهَرِ
ولتنقشي أجملَ الحنّــــــــــــــاء فـي يدِها *** حدائقاً من هـــــــــــوى الأسـماءِ والسّيَرِ
قصائدٌ من حنيـــــــــــنٍ طِرنَ من ورقي *** لما انتزعتُ سماواتي مـــــــــــــن الأُطُرِ
نديمتي غيمةٌ كانت تُظِـــــــــــــــــلّكَ لمّـــــــــــــا لاحَ وهجكَ أهمــــــــــــتْ بي مـع المطرِ
غرســــــــــــتُ قلبيَ في أرضٍ تودّك كـــــــــــــــــالجذعِ الذي حنّ أُدلي في السُّرى ثمري
كانت هنا قريةٌ أمّ لـــــــــــــــكلِّ قرى الــــــــــــــــدنيا تربي حكــــــــــــــــايانا من الصّغَرِ
من بطنها وُلِدَ النّـــــــــــــورُ النّقيّ ملاكــــــــــــــــاً باهراً ينجلي في صــــــــــــورةِ البشرِ
فهلل الكونُ مفتونا بمولــــــــــــــــــــــدهِ *** يا مكةُ : انثــــــــال نبـعُ الحبّ فازدهري
واهتزت المهج العطــــــشى وفيكَ رَبَتْ *** وأنبتــــــــــــــــــــت بهجةً تـزهو بلا كَدَرِ
ومثل ذاكرةٍ خضــــــــــــــــراء رفّ بنا *** سحرٌ يُرقّقُ حتى مــــــــــــــــهجة الحجرِ
لأبيضٍ.. أدعج العينينِ ..نـــــــــــــاظره *** إبريقُ ضـــــــوءٍ يصبّ الحسنَ في القمرِ
أراكَ والشعرُ مـــــــــــــــرآةٌ ولـجتُ بها *** لما وراءَ خيــــــــــــــــالِ السّمعِ والبصرِ
تمشي على الشّـوكِ ..والريـــحانَ تفرشهُ *** للســـــــــــــــالكينَ مجازَ المرتقى الوعرِ
فما ارتقيـــــــــــــتُ مدىً إلا ولاح مدىً *** كأنني لــــــــــــــــــــــم أكن إلا على سفرِ
ومثلما طفلةٍ تكبــــــــــــــــــو وتعثرُ أســـــــــــــعى والجهــــــــــــــاتُ تناديني إلى الخطرِ
لكنني قطرةٌ تهفو لمــنبــــــــــــــــــــعها *** فالشوق يأخذنـــــــــــــي ركضاً إلى النَهَرِ
أزاحمُ العــــــــــاشقين.. الـحلم.. أسبقهم *** وهم على ما يريدُ القـلـــــــــــبُ في أثري
للمصطفى لحبيــــــــــــبِ اللهِ يعرجُ بي *** حتى أعــــــــــــــــانقُ في إشراقهِ وطري
إيمان دعبل