مقالات

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..المسلمون وأسباب تخلفهم الحضاري

عن ابن أبي حفيظة رضي الله عنه قال (عندما ذهبت إلى أوروبا رأيت إسلاما ولم أر مسلمين وعندما عدت إلى بلاد الإسلام رأيت مسلمين ولم أر إسلاما)!!.

رواه ابن ديدان كبيرالفلاحسة وقال حسن صحيح.

الواضح عندي أن صاحب هذا (الحديث) قاله في حالة قهر وكمد تشبه تلك التي تعتري الكثير منا تحت وطأة معاناته اليومية نتيجة الارتفاع الصارخلأسعار الفلافل وبسبب الشتائم التي تنهال عليه صباح مساء من الحزب الوهابي ولأسباب أخرى لا يمكن الإفصاح عنها في الوقت الراهن!!.

عندما عدت إلى أرشيف مناظراتي مع الوهابيين تأكد لي أن أكثر هؤلاء (ليسوا إسلاما ولا مسلمين) ناهيك أن ليس لديهم أخلاق من أي نوع لا أوروبية ولا بوذية ولا أمريكية!!.

ورغم أننا لا نملك سلاحا نوويا إلا أن جماعة أبي حفيظة الوهابية شحنت البلاد –مجانا- بشحنة هائلة من الكراهية يبلغ مقدارها عشرة قنابل عيار هيروشيما يمكنها تدمير المنطقة وقتما يقرر صاحب القرار!!.

أما مقولة أن أوروبا التي أضحت الآن وهابية، لديها إسلام وليس مسلمون، فباستثناء تقدمهم العلمي والتقني فليس بوسعنا أن نصدق تلك المقولة ويكفي أن شمطاء أوروبا تيريزا ماي تدعم الإرهاب وتغطي أفعال وجرائم آل سعود!!.

ثم من قال أن أوروبا ليس لديها مسلمون وهي ترفض استلام مواطنيها الوهابيين الإرهابيين!!، أليس هؤلاء مسلمون كإخوانهم الذين يعلموننا الآن (التوحيد) الذي هو حق الله على العبيد!!.

أوروبا هذه التي يراها البعض موئل الإسلام هي التي نهبت ذهب مصر إبان الحروب الصليبية واستولت على ثروات العالم الإسلامي وكنوز أفريقيا ولولا ذلك لما تمكنوا من بناء هذه الصروح والتبجح علينا بطائراتهمومنتجاتهم!!.

أما نحن وبسبب إصرارنا على مواصلة السير في طريق اللاعقل والكذب والمكابرة فأصبحنا لا نميز بين الحق والباطل ولا بين الأبرار والأشرار (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).

(فلسفتنا) التي بُني عليها وجودنا السياسي والاجتماعي والأخلاقيالقديم والمعاصر تقوم على أن الحق لا يكون حقا إلا إذا تنازل عنه المتغلبون كما أن المجرمين ليسوا كذلك ولا يمكن أن يكونوا كذلك إلا إذا قرر أكابر المجرمين التضحية بصغارهم (لإخماد الفتنة وتسكين الغوغاء وإسكات الدهماء).

حال أمتنا من قديم كما وصفه الإمام علي بن أبي طالب: (أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ بِهِمْ سَارَتْ أَعْلَامُهُ وَقَامَ لِوَاؤُهُ فِي فِتَنٍ دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا وَوَطِئَتْهُمْ بِأَظْلَافِهَا وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرُونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَبِأَرْضٍ عَالِمُهَا مُلْجَمٌ وَجَاهِلُهَا مُكْرَمٌ).

الفارق بيننا وبين أوروبا وأمريكا أنهم عقدوا مع الشيطان صفقة تمكنهم من مواصلة مص دماء المستضعفين والمغلوبين على أمرهم والظهور في نفس الوقت بمظهر قادة الحضارة المحافظين على حقوق الإنسان أما نحن فلا يعنينا مثل هذه الشكليات ولذا منحناه بيعتنا بلا قيد ولا شرط!!.

تخلف المسلمون واختاروا الذل والتبعية وقبلوا أنيشكل وعيهم خليط من الأشباه مثل ابن ديدان شيخ الفلاحسة والشيخ النابلسي وحفيده القرضاوي أصحابمقولة (لو كان بيدي عشرة أسهم لألقيت عشرة على إيران وألقيت بالورود والرياحين على إسرائيل والأمريكان)!!.

صفق جمهور الغوغاء وزغرد الدهماء وقالوا حسن صحيح!!,

دكتور أحمد راسم النفيس

‏09‏/03‏/2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى