مقالات

درجاتُ القرب من اللَّه تتناسبُ مع درجات المعرفة

قال تعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة/ 11).

بدأت الآية بالحديث عن الاصول الأخلاقية في آداب المجلس، ثم عن درجات العلماء والمؤمنين بعنوان النتيجة والجزاء لعملهم بهذه الاصول الأخلاقية.

«الدرجات» جمع‏ «درجة» وهي تستعمل للسلم عندما يرتفع إلى‏ الأعلى‏، تقابلها «الدركات» جمع «دركة» التي تستعمل لنفس السلم عندما ينزل إلى‏ الأسفل كسلم السرداب (الطابق الأسفل).

إنّ استعمال «درجات» نكرةً ايحاءٌ إلى‏ عظمة تلك الدرجات، واستعمالها جمعاً لا مفرداً يمكنه أن يكون إشارةً إلى‏ اختلاف درجات العلماء.

بالطبع أنّ الرفع هنا لم يقصد به الرفع المكاني، بل السمو في طريق القرب من الساحة الربانية.

استنتج العلّامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير (الميزان) أنّ المؤمنين قسمان :

قسم (المؤمنون العالمون) وقسم (المؤمنون غير العالمين)، والمؤمنون العالمون أفضل درجة من المؤمنين غير العالمين ثم استدل بالآية : {هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذينَ لَا يَعْلَمُونَ‏}. (الزمر/ 9)

ويحتمل أنّ الآية تشير إلى‏ علاقة الإيمان بالعلم‏ «1»…

____________________

(1) تفسير الميزان، ج 19، ص 216.

(2). جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الثواب بقدر العقل». (بحار الأنوار، ج 1، ص 84).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى