ضريح الملكه اروى
ضريح الملكة يَعده الآثاريون والباحثون أهم أضرحة القرن السادس الهجري في اليمن على الإطلاق باعتباره الأثر الباقي من أضرحة الدولة الصليحية. يقع هذا الضريح في بناء مربع تبلغ مساحته 13 متراً مربعاً (50.3*70.3م)، ويضم قبر وتابوت الملكة أروى، التي تذكر مصادر التاريخ أنها لما أمرت ببناء دار العز الأول جامعاً استثنت موضع ضريحها من بناء الجامع حيث أشارت في وصيتها وعاينها الشهود والقضاة.
دفنت الملكة أروى سنة 532ه (1138م) أيسر القبلة في منزل متصل بالجامع كانت هي التي تولت عمارته وهيأت موضع ضريحها فيه حسب المصادر. وتزين جدران الضريح زخارف كتابية قرآنية بخطي النسخ والكوفي المزهر (حروف نهاية الكلمات تخرج منها الورقة النباتية على هيئة غصن نباتي)، وتمثل إطاراً يدور حول واجهتي الضريح، بجانب زخارف نباتية ومراوح نخيلية وأشكال ورود متعددة البتلات والسيقان والفروع النباتية.
العناصر المعمارية للضريح
تزين واجهة الضريح عناصر معمارية عبارة عن دخلات على هيئة محاريب مجوفة عددها في الجدار الشرقي أربعة دخلات والجنوبي دخلتان ويبلغ عرض الواحدة منها ( 60 سم ) وارتفاعها ( 1.60 مترا ً ) بعمق ( 10 سم ) وقد ف تح مدخل في الجدار الجنوبي للضريح مما جعل المعمار لا يعمل إلا َّ دخلتان فقط ويكتنف كل دخلة عمودين مندمجين ليس لهما تيجان ، يقوم على العمودين عقد مدبب شبيه بعقود الدولة الفاطمية بمصر .
نُفذت هذه الزخارف بالنقش والحفر البارز المتقن على الجص، بين كوشات عقود الدخلات المجوفة على شكل أشرطة رأسية. ومايزال الضريح مزاراً للطائفة الإسماعيلية في أرجاء اليمن وشبه الجزيرة العربية والهند وغيرها من الأصقاع.. مثلما لا تزال جبلة قبلة لطالبي العلم في المدارس الإسلامية التي عرفتها المدينة وجعلتها مدينة علم لا تقل شأناً عن مدن صنعاء وزبيد وتريم وغيرها من هجر العلم التاريخية في اليمن.